محمد فكراوي – في خرجة سياسية تعكس عمق الانفصال بين الخطاب الرسمي وواقع الشارع، خرج محمد شوكي، القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار، ليدافع بشراسة عن حكومة أخنوش، متوعدا باستمرارها في تسيير الشأن العام لولاية انتخابية ثانية.
شوكي، الذي كان يتحدث أمس الأربعاء في ندوة لمؤسسة “الفقيه التطواني”، لم يكتف بتجميل صورة الحكومة، بل توعد المغاربة بأنهم “سيتذكرون يوما إنجازات حكومة أخنوش الأولى والثانية”.
لكن وباختياره خطاب الوعد والتبرير، يؤكد شوكي انفصال الحكومة والحزب الذي يقودها عن الواقع الاجتماعي والاقتصادي، كما تجهل أو تتجاهل أن المغاربة لا يعيشون على النوايا بل على نتائج تقاس في الأسواق، وفي فواتير الماء والكهرباء، وفي مواعيد المستشفيات، وفي خيام الحوز التي سمع قاطنوها وعودا كثيرة لم يجنوا منها سوى الانتظار الطويل.
القيادي التجمعي الذي زعم أن الحكومة لا تمارس التغول، بل تنفذ تفويضا ديمقراطيا، غاب عنه أن عددا من الأصوات، حتى من داخل الأغلبية، باتت تحذر من انغلاق القرار السياسي واستفراد بعض الدوائر بزمام المبادرة، كما أن التفويض السياسي الذي تحدث عنه قد انتهى بانتهاء المبرر الذي افرزته صناديق الاقتراع يوم 7 أكتوبر 2016 .
ولعل اكبر دليل عن انفصال السيد محمد شوكي عن الواقع السياسي المغربي، هو اعتقاده بأن عزيز أخنوش سيعود لرئاسة الحكومة من جديد، جاهلا واقع التاريخ الذي يقول أن الأعراف المخزنية لا تسمح بهذا الأمر، واسأل عن ذلك عبد الرحمن اليوسفي، وعباس الفاسي، وإدريس جطو، وعبد الإله بنكيران…