عبد الرحيم منار السليمي ( *)
واضح جدا ،من خلال تصريح مسعد بولس مستشار ترامب للشؤون الإفريقية والشرق الأوسط لقناة العربية، بخصوص ملف الصحراء،أن إدارة عازمة على إنهاء ملف الصحراء المغربية ، فمستشار ترامب يشير الى أن النزاع طال أمده وأنه خلال اشهر قليلة مقبلة سيصل النزاع خمسين سنة من عمره، الشيء الذي يعني أن هناك تحول كبير قادم في الأشهر المقبلة التي تفصلنا عن قرار مجلس الأمن في شهر أكتوبر .
مستشار ترامب أشار إلى أنه من بين ما ستقوم به أمريكا في الملف العمل على التقريب بين المغرب والجزائر والعودة بهما إلى علاقات طبيعية، وهنا يبرز سؤال : هل طلبت الجزائر من إدارة ترامب وساطة حل الخلاف مع المغرب ؟ مع العلم أن مسعد بولس هو الأمريكي من أصل لبناني الذي أشارت مصادر في شهر دجنبر الماضي إلى سفر عطاف للقائه في الدوحة .
هذا اللقاء الذي جرى سريا، يبين ان مسعد بولس ظل هو القناة التي يتحاور معها النظام الجزائري وأن الجزائر بعد شعورها من خلال تصريحات وزير الخارجية الامريكي روبيو أن ملف الصحراء قد حُسم وأنه لاتوجد أمامها حلول كثيرة وأن الأمم المتحدة طلبت تفصيل مقترح الحكم الذاتي ومناقشة من سيعود من سكان مخيمات تندوف إلى المغرب ،وهنا تأتي إشارة مسعد بولس إلى سكان المخيمات،أن الجزائر بعد هذا شعرت بالضغط الأمريكي والفرنسي فطلبت وساطة أمريكا مع المغرب .
السؤال الآن هو كيف ستكون هذه الوساطة؟ وماهي الشروط التي سيفرضها المغرب على الجزائر وماهي المطالب الني ستكون للجزائر ؟ ..لقد دخل ملف الصحراء المغربية مرحلة أخرى هي المرحلة النهائية ،وهي المرحلة التي ستفتح ملفات اخرى منها مصير الاتفاقية المبرمة بين الجزائر والمغرب حول غار جبيلات والصحراء الشرقية وترسيم الحدود وأمور أخرى .
( *)أستاذ جامعي ومحلل سياسي
