الجزائر – في ظل التحولات السريعة التي يشهدها الشرق الأوسط، وما ترتب على الأحداث الأخيرة في سوريا من انهيار نظام الأسد، أحد أبرز حلفاء النظام العسكري الجزائري، طالب إعلاميون وأكاديميون ومعارضون جزائريون الرئيس عبد المجيد تبون بضرورة الاستفادة من الدروس المستخلصة، وإعادة النظر في سياسات الجزائر الخارجية، خاصة فيما يتعلق بعلاقاتها مع المغرب، ليبيا، ومالي.
وأشار هؤلاء إلى أن التطورات في سوريا خلال الأيام الأخيرة تُعد رسالة واضحة للجزائر بضرورة تعديل مواقفها الخارجية قبل أن تواجه مصيراً مشابهاً، داعين إلى تبني سياسة جديدة قائمة على تصفير المشاكل مع الدول المجاورة، حتى لا ينهار النظام الجزائري بنفس الطريقة التي شهدتها أنظمة أخرى.
وخلال نقاش تحليلي بثته قناة جزائرية معارضة، شدد المشاركون على أهمية اتخاذ خطوات جريئة، مثل فتح حوار مباشر مع المغرب لحل الخلافات القائمة، والسعي نحو تحقيق المصالحة مع دول الجوار، بما يضمن استقرار المنطقة، كما دعوا إلى دعم وحدة ليبيا وإعادة بناء العلاقات مع مالي على أسس التعاون الإيجابي.
وحذر المتحدثون من خطورة استمرار العزلة السياسية والاقتصادية التي تعيشها الجزائر، مشيرين إلى أن البلاد أصبحت في موقف صعب داخل المشهد الإقليمي والدولي، كما أكدوا أن الاعتماد المفرط على تحالفات مع روسيا وإيران أثبت فشله، حيث إن الدول التي انضوت تحت هذا المحور تعاني الآن من الفوضى والاضطراب السياسي.
وأكد الخبراء أن تجربة روسيا مع النظام السوري، حين تخلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن بشار الأسد تحت ضغوط دولية، تشكل درساً مهماً للجزائر. ورأوا أن النظام الجزائري، باعتباره أضعف حلقات التحالف الروسي، قد يواجه المصير ذاته إذا استمر في سياساته الراهنة.