قررت الحكومة الفرنسية تكريم الراقصة والممثلة الفرنسية المولودة في أمريكا، جوزفين بيكر، بضمها إلى مقبرة العظماء (البانثيون) في باريس، حيث تدفن كبار الشخصيات الفرنسية، لتصبح أول امرأة سوداء تحصل على هذا الاحتفاء وسادس امرأة تنضم إلى حوالي 80 بطلاً وطنياً.
ولدت بيكر في سانت لويس بولاية ميسوري عام 1906، وارتقت إلى النجومية العالمية في الثلاثينيات بعد انتقالها إلى فرنسا لمتابعة مهنة في مجال الأعمال الاستعراضية لتصبح الفنانة الأعلى أجرًا في أوروبا.
كانت بيكر أيضاً مناضلة في المقاومة في بلدها الثاني فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية، وتميزت بالخصوص بدورها الذي لعبته كجاسوسة هاوية تعمل في المغرب ضد ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.
ففي يناير 1941، وصلت إلى الدار البيضاء حيث عملت مع شبكة المقاومة الفرنسية واستخدمت علاقاتها لتأمين جوازات سفر لليهود الفارين المد النازي في أوروبا الشرقية.
كانت بيكر تكتب رسائل سرية بالحبر غير المرئي على أوراقها الموسيقية ، و كانت تسافر مع ما يناهز 28 قطعة من الأمتعة والكلاب وقرد أليف – مفسرة إنه كلما كانت أكثر وضوحًا، قلت الشكوك بها!
وعن سبب اختيارها المخاطرة بحياتها كجاسوسة هاوية، قالت أن ذلك يرجع لما عانته من طرف النازيين في باريس الذين كانوا يصرخون عليها: “عودي إلى إفريقيا”، وقالت “الشيء الذي دفعني هو كرهي العنيف للتمييز بكل أشكاله”.
وطوال حياتها، كانت بيكر ناشطة مفوهة في مناهضة للعنصرية.
وفي عام 1963، شاركت في مسيرة واشنطن إلى جانب زعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ جونيور، عندما ألقى خطابه التاريخي “لدي حلم”.
توفيت بيكر عام 1975 وكرمت بجنازة عسكرية.
وبينما سيبقى جثمانها مدفونًا في موناكو، سيتم تكريمها في 30 نونبر بلوحة تذكارية في البانثيون، حسبما قال ابنها، كلود بويون بيكر، لوكالة فرانس برس.
ووافق الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على تكريم بيكر بعد حملة قادتها عائلتها وتقديم عريضة بتوقيع نحو 38 ألف توقيع.
وكانت عائلة بيكر تطالب بضمها إلى البانثيون منذ عام 2013، لكن ضم شخصية إلى البانثيون يحتاج إلى موافقة رئيس الجمهورية حصراً.