الرباط – باتت أسراب الجراد تقترب، شيئا فشيئا، من واحات الجنوب الشرقي، مثيرة قلق السكان والجمعيات البيئية التي تتابع بترقب جهود السلطات لاحتواء الظاهرة، وسط مخاوف من تأثيرها على الغطاء النباتي والثروة الحيوانية.
تزامنا مع ذلك، حذرت فعاليات بيئية من احتمال لجوء السلطات إلى استخدام مبيدات كيميائية محظورة دوليا، مستندة إلى تجارب سابقة خلال الثمانينات والتسعينات، حين خلفت هذه المواد آثارا بيئية وصحية خطيرة.
وفي هذا السياق، أكدت جمعية “أصدقاء البيئة” أن بعض المناطق الهشة، مثل محمية بحيرة إريقي والصحراء المحيطة بها، تأوي كائنات نادرة مثل الغزلان والنعام، ما يجعل أي تدخل كيميائي غير مدروس يشكل خطرا على التوازن البيئي.
وأشارت فعاليات بيئية إلى أن استخدام هذه المبيدات قد يؤدي إلى تلوث التربة والمياه الجوفية، مما ينعكس سلبا على السكان المحليين والأنشطة الفلاحية، داعية الجهات المعنية إلى تبني خيارات بيئية أكثر أمانا، مثل المبيدات العضوية والبيولوجية، التي تعد أقل ضررا وأكثر توافقا مع استدامة الموارد الطبيعية.
وتأتي هذه التحذيرات في وقت شهدت فيه المنطقة تساقطات مطرية مهمة خلال الأشهر الماضية، ساعدت على إنعاش النظام البيئي وتعزيز الغطاء النباتي، ما يجعل اتخاذ قرارات غير محسوبة في مكافحة الجراد تهديدا للمكتسبات البيئية.