محمد زهاري
هكذا كان يردد المفتش الإقليمي لحزب الاستقلال سيدي محمد المسرار رحمه الله عندما كنا نناقش معا بعض الأمور التي كانت تقع في حزب الاستقلال منذ انتخابي سنة 2004 كاتبا إقليميا للحزب بالصخيرات تمارة إلى حين انتهاء مهامي وانتخاب الصديق عادل تشيكيطو خلفا لي في مارس 2012 ، بعد تعيين الصديق يوسف علاكوش مفتشا إقليميا جديدا في يناير 2011 .
السي محمد المسرار رحمه الله كان وليا من أولياء الله الصالحين ، وفيا للمبادىء والقيم ، حريصا على العقيدة الاستقلالية الصحيحة التي جرت في دماء عروقنا ونحن نكبر في الشبيبة وفي الجمعيات العاملة تحت لوائها ، وكلنا حرص على الوقوف الدائم إلى جانب قضايا المواطنات والمواطنين ، صوتهم في الميدان وعلى صفحات جريدتي العلم والرأي ، عندما لم يكن لا فيسبوك ولا تويتر ولا انستغرام ولا مواقع إلكترونية.
نشرت العديد مما أعنيه خلال حلقات الذاكرة السنة الماضية ، وسأنشر الحلقات الخاصة بفترة شغلي لمهمة الكتابة الإقليمية في الأيام المقبلة.
استحضرت الروح الطاهرة لسيدي محمد المسرار في سياق ما تعرفه الساحة الوطنية والمحلية من استعداد لإجراء الانتخابات الجماعية والجهوية والتشريعية بمجلس النواب يوم 8 شتنبر ومجلس المستشارين خلال أكتوبر المقبل ، وأردت أن أبلغ كل الأخوات والإخوة سواء منهن ومنهم المنتميات والمنتمين لحزب الاستقلال على المستوى المحلي ، أنني لن أساند أي كان حتى ولو كان من أفراد أسرتي ، فحزب الاستقلال الذي تربينا فيه لم يعد حزب الاستقلال الآن. وكل الأحزاب الوطنية الديمقراطية التي ارتبطت بقضايا الشعب وحملت همومه وأقصد بالتحديد حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي عرفت اختراقا من طرف قوى الفساد الذين حلوا بها لمضاعفة ثرواتهم ، أو إيصال أقربائهم أو من تفرضه الجهات العليا إلى المناصب السامية بالحكومة أو البرلمان أو التمثيل الدبلوماسي.
ما اطلعت عليه محليا وإقليميا بتزكية وجوه من ذوي السوابق في التدبير السيئ والفاشل للشأن العام واستغلال المواقع لتنمية الثروات واستغلال النفوذ على مستوى انتخابات مجلس النواب ، والانتخابات المحلية بتمارة والجماعات الأخرى يؤكد بأن من يتولون قيادة الحزب بالمناولة حريصون فقط على البحث عن أرقام حتى لو كان من تمت تزكيتهم لا علاقة لهم بحزب الاستقلال وتاريخه النضالي بتمارة .
لهذه الأسباب ، ولأن الانتخابات أصبحت اليوم لعبة قذرة ، ولم تعد هناك أحزاب سياسية تؤدي وظيفتها الحقيقية ، ولا مركزيات نقابية تدافع عن قضايا الشغيلة بأمانة فقد قررت مقاطعة الترشيح والتصويت بشكل نهائي.
*رئيس سابق للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان