Ads 160x600
Ads 160x600
الرئيسية / / سياسة / بعد التخلص من نصر الله.. هل يستسلم المحور الشيعي لإغراءات التطبيع اليهودي؟

بعد التخلص من نصر الله.. هل يستسلم المحور الشيعي لإغراءات التطبيع اليهودي؟

كيوسك أنفو 30 سبتمبر 2024 - 15:47 سياسة

 شكّل المحور الشيعي بقيادة إيران وحزب الله اللبناني، خلال العقدين الأخيرين، رأس الحربة في مسلسل المقاومة والممانعة ضد إسرائيل، في وقت كانت فيه عدد من الدول السنية تسارع للتقرب من إسرائيل عبر عمليات تطبيع سرية وأخرى علنية.

وفي ظل التغيرات التي تعمل تل أبيب على فرضها حاليا بالدم والنار، تبرز تساؤلات حول مستقبل هذا المحور وإمكانية حدوث تحولات قد تحمل تطبيعًا شيعيًا يهوديًا.

 

المحور الشيعي: تحديات وضغوط متزايدة

 

يتعرض محور المقاومة في الآونة الأخيرة لضربات متزايدة سواء من خلال عمليات عسكرية أو ممارسة ضغوط اقتصادية وسياسية استهدفت بالأساس حزب الله الذي وجد نفسه بفقدان حاضنته الداخلية في لبنان، في وقت أضعفت فيه العقوبات الاقتصادية الدولية إيران وجعلتها شبه عاجزة على دعم حلفائها.

 

في ظل هذه الظروف، برزت، بشكل مفاجئ، أصوات داخل هذا المحور تتحدث عن أن الاستمرار في نهج المقاومة لم يعد يحمل المكاسب المتوقعة، وتتساءل عن إمكانية إعادة ترتيب الأوراق وتبني مقاربات جديدة قد تشمل التطبيع مع إسرائيل؟

 

المكاسب السياسية من التطبيع السنّي 

 

بشكل براغماتي، نجحت الدول السنية، خاصة في الخليج، في جني ثمار تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، ما انعكس بشكل إيجابي على هذه الدول من خلال توقيع اتفاقيات اقتصادية وأمنية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا والاستثمار.

 

هذا الواقع يفتح الباب أمام بعض الأطراف الشيعية التي تواجه أزمات اقتصادية وسياسية، للتفكير في سلوك طريق مماثل للحصول على نتائج مشابهة.

 

هل يمكن أن يحدث تطبيع شيعي يهودي؟

 

إذا كانت إسرائيل قد نجحت في فتح قنوات تطبيع مع الدول السنية، فقد لا يكون من المستبعد أن تسعى لتحقيق نفس الاختراق مع الأطراف الشيعية.

 

ورغم الدماء التي سالت وتسيل بغزارة في المنطقة حاليا، إلا أن التحولات الإقليمية والدولية الحالية قد توفر لإسرائيل فرصة لتحقيق تقارب مع قوى داخل المحور الشيعي، خاصة تلك التي ترى في التطبيع مخرجًا من أزماتها الاقتصادية والسياسية.

 

غير أن التحول نحو التطبيع ليس أمرًا سهلًا، فخطاب المقاومة الذي تبناه المحور الشيعي، خاصة حزب الله، كان ركيزة أساسية لبناء شرعيته الشعبية والسياسية، وأي تخلٍ عن هذا الخطاب قد يؤدي إلى خسارة كبيرة للدعم الشعبي، ما قد يجعل الأطراف الشيعية مترددة في اتخاذ خطوات جريئة نحو التطبيع.

 

التحديات الداخلية والضغوط الخارجية

 

تواجه إيران وحلفاؤها في محور المقاومة تحديات غير مسبوقة، فقد اثرت العقوبات المفروضة على إيران بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني وقدرتها على دعم حلفائها، كما أن الضغوط الداخلية في لبنان، التي تزامنت مع تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية، زادت من حدة التحديات التي يواجهها حزب الله، وجعلته أقل قدرة على المناورة.

 

في حين ترى إسرائيل من جانبها في هذه التغيرات فرصة لفتح قنوات جديدة مع الأطراف الشيعية، مستفيدة من سياق إقليمي يشهد موجة تطبيع بين إسرائيل ودول عربية كانت حتى وقت قريب تعتبرها عدوًا لدودًا.

ومع صعود هذه الموجة، بدأ التوجه نحو تقارب شيعي يهودي لتحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية، أو لتخفيف الضغوط المتزايدة على إيران التي بدأ الحراك الداخلي بها في تهديد النظام، لأول مرة، منذ ثورة الخميني.

 

حسابات الربح والخسارة

 

لكن رغم كل الضغوط والتغيرات، تبقى الطريق إلى تطبيع شيعي يهودي طويلة ومحفوفة بالمخاطر، ما دام خطاب المقاومة يشكل عنصرًا محوريًا في هوية المحور الشيعي، خصوصًا لدى حزب الله. وأي محاولة للتخلي عن هذا الخطاب قد يؤدي إلى تفكك القاعدة الشعبية والسياسية التي استندت إليها قيادات الحزب لسنوات.

ومع ذلك، فليس من المستبعد أن تظهر بعض الأصوات داخل المحور التي تسعى لتوظيف ملف التطبيع بشكل مرن، دون التخلي الكامل عن نهج المقاومة، بحيث يتماشى هذا التوجه مع البراغماتية الشيعية المعهودة والتغيرات الجيوسياسية في المنطقة.

 

مستقبل المحور: بين المقاومة والتطبيع

 

قد يبدو الحديث عن تطبيع شيعي يهودي في الوقت الحالي بعيدًا، إلا أنه ليس مستحيلًا في ظل التغيرات الإقليمية الجارية حاليا والتي وصلت ذروتها بالتخلص “الغامض” من قيادات حزب الله السياسية والعسكرية.

ومع تصاعد الضغوط على الأطراف الشيعية في المنطقة، قد تكون هناك محاولات لإعادة صياغة نهج المقاومة ليتماشى مع الرياح السياسية المتغيرة. ولكن السؤال يبقى: هل يمكن لهذا المحور أن يتخلى عن هويته المقاومة دون أن يفقد ركائزه الشعبية والسياسية؟

 

الأيام القادمة قد تكشف عن تطورات جديدة، وعن كيفية تعامل الأطراف الشيعية مع هذه التحولات في ظل استمرار الضغوط السياسية والاقتصادية.

 

 

 

 

 

شاركها LinkedIn