الرباط – على مدار خمس سنوات من 2019 إلى 2023، لم تنجح الميزانيات المخصصة من وزارة الداخلية في مواجهة مشكلة الكلاب الضالة في شوارع المدن المغربية، باعتراف وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت الذي أكد أن المبالغ المخصصة لإنشاء وتجهيز محاجز جماعية أو إقليمية للكلاب والقطط الضالة وصلت حتى نهاية 2023 إلى حوالي 7 مليارات سنتيم (70 مليون درهم).
وأوضح لفتيت في جواب على سؤال كتابي لفريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، بشأن انتشار الكلاب الضالة، أن هذه الحيوانات تشكل ناقلاً رئيسياً لأمراض خطيرة مثل داء السعار، مشدداً على أن مكافحة هذه الظاهرة من مسؤوليات المجالس الجماعية ورؤسائها في مجال الوقاية وصحة المجتمع.
وأشار لفتيت إلى أن وزارة الداخلية، بالتعاون مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، قد أبرمت في 2019 اتفاقية شراكة تهدف إلى تحسين التنسيق بين الأطراف لمعالجة هذه الظاهرة. ولفت إلى أن المقاربة المعتمدة تعتمد على الأساليب العلمية التي أثبتت فعاليتها في دول أخرى، مثل إجراء عمليات التعقيم الجراحية وتلقيح الحيوانات ضد داء السعار، وذلك لضمان تقليل أعدادها تدريجياً.
وأضاف أن الاتفاقية تشمل أيضاً دور الجمعيات المعنية بحماية الحيوانات في تنظيم حملات توعية وتعريف المجتمع بأهداف التعقيم وكيفية التعامل مع هذه الحيوانات، فضلاً عن تشجيع ثقافة الرفق بالحيوان، مشيرا إلى أن الجمعيات قد تساهم أيضاً في متابعة حالة الكلاب المعقمة بعد إعادتها إلى بيئتها الطبيعية.
وذكر الوزير أن الأطراف المعنية اتفقت على تسريع تنفيذ هذه المقاربة عبر برنامج عمل يمتد لثلاث سنوات (2023-2025). وقد تم توجيه دورية في أبريل 2023 لحث جميع المتدخلين، بما في ذلك الجمعيات والسلطات الإقليمية، على التعاون في هذه العملية وفق مقاربة مندمجة.
كما اعترف لفتيت بوجود تحديات تواجه مكاتب حفظ الصحة الجماعية، مؤكداً أن وزارة الداخلية تعمل على تحسين أدائها من خلال تأهيل وتجهيز هذه المكاتب في إطار شراكة. وأوضح أن الوزارة تخطط لإنشاء 130 مكتباً جماعياً لحفظ الصحة بين 2019 و2025 لتلبية الاحتياجات المتزايدة.
وأشار إلى أنه يجري حالياً إعداد بروتوكول تفاهم مع معهد باستور الفرنسي للاستفادة من خبراته في إدارة ظاهرة الكلاب الضالة ومراقبة داء السعار، ومن المقرر عرضه على الأطراف المعنية للتوقيع.
كما بدأت وزارة الداخلية في مارس 2024 بتنفيذ اتفاقية شراكة مع معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة لتطوير البحث العلمي في مجال مكافحة الكلاب الضالة وداء السعار من خلال تلقيح الحيوانات عبر الأطعمة