Ads 160x600
Ads 160x600
الرئيسية / / مجتمع / الحشرة القرمزية ... هل تهدد التين الشوكي بالانقراض؟

الحشرة القرمزية ... هل تهدد التين الشوكي بالانقراض؟

كيوسك أنفو 19 أغسطس 2024 - 17:52 مجتمع

المغرب – تعد الحشرة القرمزية واحدة من أكبر التحديات التي تواجه زراعة التين الشوكي في المغرب ومنطقة المغرب العربي بشكل عام.

 

فمنذ ظهورها لأول مرة في المغرب في عام 2014، تسببت هذه الآفة في خسائر فادحة للمزارعين، ما دفع السلطات إلى تنفيذ مجموعة من التدابير الطارئة لمكافحتها والحفاظ على هذا المحصول الحيوي.

 

انتشار الحشرة القرمزية وأثرها

 

في المغرب، يُزرع التين الشوكي على مساحة تقارب 160 ألف هكتار، ما يجعله محصولًا استراتيجيًا للكثير من المزارعين.

 

ولكن مع ظهور الحشرة القرمزية، التي تصيب نباتات الصبار وتتسبب في تلفها، بدأت مساحات كبيرة من هذه الزراعات تتقلص بشكل ملحوظ.

 

وفي عام 2022، قدرت المصالح المختصة أن المساحات المتضررة وصلت إلى حوالي 120 ألف هكتار، وهو ما يعادل تقريبًا ثلاثة أرباع المساحة المزروعة.

 

جهود مكافحة الحشرة

 

لمواجهة هذا التهديد، بادرت وزارة الفلاحة في عام 2016 إلى تنفيذ “خطة طوارئ” شملت مجموعة من الإجراءات، منها المعالجات الكيميائية واقتلاع النباتات المصابة ودفنها، بالإضافة إلى إجراء أبحاث بيولوجية لاختيار أصناف من الصبار تكون أكثر مقاومة للحشرة القرمزية.

 

وفي عام 2022، أُعلن عن تطوير ثمانية أصناف جديدة من الصبار القادر على مقاومة هذه الآفة، كما شرعت السلطات في جلب حشرة الدعسوقة، المعروفة بقدرتها على افتراس الحشرة القرمزية دون التأثير السلبي على النظام البيئي، كجزء من استراتيجية “المقاومة البيولوجية”.

 

الدعم الدولي والإقليمي

 

لم تكن الجهود المغربية في مكافحة الحشرة القرمزية معزولة، حيث قدمت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة دعمًا ملموسًا للمغرب وتونس في هذا الصدد.

 

ففي يونيو 2023، سلمت المنظمة نحو 100 دعسوقة إلى تونس كجزء من برنامج تعاون دولي لمكافحة الآفة بقيمة 550 ألف دولار، وهو ما يعكس أهمية التعاون الإقليمي في مواجهة هذا التحدي.

 

التحديات المستقبلية

 

رغم الجهود المبذولة، تبقى المخاوف قائمة بشأن انتشار الحشرة القرمزية في المناطق الداخلية الهامشية فؤ المغرب، التي يمثل فيها التين الشوكي مصدر رزق أساسي للسكان المحليين، وإذا لم يتم السيطرة على الآفة، فقد يؤدي ذلك إلى خسائر اقتصادية كبيرة وربما احتجاجات اجتماعية.

 

لكن على الرغم من التحديات الكبيرة التي تفرضها الحشرة القرمزية على زراعة التين الشوكي في المغرب، فإن الاستراتيجية المعتمدة على الجمع بين المقاومة البيولوجية وتطوير أصناف جديدة من الصبار تبعث بالأمل في إمكانية التعايش مع هذه الآفة، بل وربما التغلب عليها على المدى الطويل.

شاركها LinkedIn