بعد عام على فراره من الضفة الغربية، عاد ابن شقيق الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلى غزة في تحد بارز لخلفه، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس البالغ من العمر 86 عامًا. ووصف ناصر القدوة (69 عاما)، سلطة عباس بأنها “شمولية”، وقال إنه يتعمد التغاضي عن مطالب الجمهور الذي انتخب لأجل خدمته.
وارتأى القدوة أن يعود إلى القطاع ليمارس دوره في عقد لقاءات مع الفصائل الفلسطينية بما فيها حماس والجهاد الإسلامي إضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني. وأوضح قائلا “أشعر في هذه المرحلة أنه بإمكاني أن أكون بوضع أفضل بوجودي في قطاع غزة في ما يتعلق بممارسة العمل السياسي والحوار مع الفصائل وكذلك من ناحية الوضع الأمني”.
علمًا أن ناصر القدوة شغل في السابق منصب وزير الخارجية الفلسطيني إلى أن فصله محمود عباس قبل عام على خلفية ترشيح نفسه للانتخابات التشريعية في منافسة قائمة الرئيس عباس والتي كانت مقررة في ماي 2021.
وأتبع عباس ذلك بقراره إلغاء هذه الانتخابات، التي كانت ستصبح أول انتخابات فلسطينية منذ 15 عامًا، وهو ما يطبعه بمزيد من الاتهامات بالسلطوية.
تنخرط آمال القدوة باستئناف نشاطه السياسي مع تأسيسه قبل عام “الملتقى الوطني الديمقراطي” وهو تجمع سياسي ووطني مستقل يهدف إلى المصالحة الداخلية في فتح وتوحيد الفصائل الفلسطينية في إطار منظمة التحرير وتنظيم انتخابات ديمقراطية.
وقال القدوة في مقابلة أجرتها معه فرانس برس”يتوجب إعادة بناء المؤسسات الفلسطينية التي أصبحت جوفاء” في عهد الرئيس عباس. كما انتقد تعيين أي مسؤول من دون انتخابات، (في إشارة إلى تعيين حسين الشيخ أمينا لسر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية) وأكد أن “الشعب الفلسطيني سوف يرفضه”، وحذر بالتالي من الانجرار إلى “حالة فوضى، وربما حالة من العنف”.