يتابع العالم بقلق شديد مسار الصاروخ الصيني التائه، خوفا من سقوط حطامه فوق منطقة مأهولة بالسكان، وهنا جاء ذكر مقبرة المركبات الفضائية.
وفي ظل تخمينات متزايدة عن موقع سقوط الحطام، وسط تقارير تتوقع سقوطه في السودان، وتقارير أخرى تتحدث عن سقوطه في تركمانستان، أو نيوزيلندا، أو جنوبي إسبانيا، لم يتوقف أحد ليسأل نفسه سؤالا مهما: هل هذه هي المرة الأولى التي يسقط فيها حطام صاروخ من الفضاء على الأرض؟!
ولأن الإجابة الصحيحة هي: لا، كان السؤال البديهي الثاني: وأين سقط حطام الصواريخ السابقة؟!
وهنا يكون الحديث مهما عن مقبرة المركبات الفضائية، المعروفة رسميا باسم “المنطقة غير المأهولة في جنوب المحيط الهادئ”، أو “مقبرة نيمو”.
وهي منطقة في جنوب المحيط الهادئ شرق نيوزيلندا” حيث يتم فيها إزالة مدار المركبات الفضائية، التي وصلت إلى نهاية خدمتها ويتم تدميرها بشكل روتيني.
وتقع هذه المقبرة تقريبا في منطقة قطبية نائية لا يمكن الوصول إليها تُسمى “نقطة نيمو”، وهو الموقع الأبعد عن أي يابسة، حيث يقع على بعد 2400 كيلومتر (1500 ميل) بين جزيرة القيامة، وجزيرة بيتكيرن، والقارة القطبية الجنوبية.
جزيرة موتو نوي هي إحدى الأراضي الأقرب إلى نقطة نيمو وقد تم اختيارها لهذا البعد ولمحدودية حركة الشحن البحري فيها، حتى لا تعرض حياة الإنسان للخطر بأي حطام ساقط من الفضاء.
تم أيضا في هذا المكان دفن محطة الفضاء الدولية السوفييتية السابقة “مير” و6 مركبات فضائية تابعة لبرنامج ساليوت.
ومن المركبات الفضائية الأخرى التي تم إغراقها أو دفنها بشكل روتيني في هذه المقبرة، نجد مختلف مركبات الشحن الفضائية إلى المحطة الفضائية الدولية، بما في ذلك مركبة الشحن الروسية “بروغريس”، و مركبة النقل التابعة للوكالة اليابانية لاستكشاف الفضاء “أتش 2”، ومركبة النقل الآلي التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية.
وتشير البيانات إلى قد تم التخلص من أكثر من 263 مركبة فضائية في هذه المنطقة بين عامي 1971 و 2016.
والآن باتت هذه المنطقة بانتظار الصاروخ الصيني التائه، الذي شغل العالم كله بموقع سقوط حطامه.