في الوقت الذي دعا الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران إلى تخفيف الخناق على حكومة أخنوش٬ خلال أول اجتماع للأمانة العامة الجديدة لحزب العدالة والتنمية بعد المؤتمر الوطني الاستثنائي٬ وجه عبد الله بوانو رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية بمجلس النواب٬ انتقادات شديدة لوزير العدل عبد اللطيف وهبي٬ بسخرية من منصبه في الحكومة بقوله”امتطى السيد وزير العدل عبد اللطيف وهبي، “قصبة” ظنا منه أنها “عود”، لذلك مافيها باس نقول له مبروك”.
وتابع بوانو في تدوينة نشرها على حسابه بفيسبوك،”السيد وهبي، ربما هو الآخر ما تزال حماسة العضوية في الحكومة تسيطر عليه، وأفقدته بعض توازنه، لدرجة أنه اعتبر نفسه قادما من المستقبل، ووصف حزبنا بأنه قادم من الماضي، فعن أي ماضي يتحدث، هل يقصد المرجعية الإسلامية لدولتنا ولمجتمعنا، أم يقصد تاريخ أمتنا المجيد، فإذا كان هذا قصده، فنحن معتزون بأننا ماضويون، وسنبقى مدافعين عن هذا الماضي الذي جعلنا كمغاربة استثناء ايجابيا بين الأمم وبين الحضارات، وجعل حزبنا عنصر قوة لصالح دولتنا ومجتمعنا”.
واعتبر بوانو أن حكومة عزيز أخنوش بحكومة الارتباك والتطبيع مع الفساد، موجها نقدا لاذعا لكل من الوزيرين مصطفى بيتاس وعبد اللطيف وهبي، ردا على تصريحاتهما الأخيرة.
وقال بوانو إن تصريحات بعض المنتسبين للحكومة تتوالى دونما خجل، وكأن أصحابها يصدقون أن مواقفهم أو تاريخهم وتاريخ أحزابهم، أو أصوات المواطنين التي لا تشوبها شائبة، هي من أوصلتهم إلى الحكومة.
وهاجم رئيس المجموعة النيابية للبيجيدي الناطق الرسمي باسم الحكومة، على خلفية دعوة الأخير المعارضة للانسحاب من البرلمان، واعتبر أنه “غلبه حماس الموقع والصفة، وتحدث بما لا يفهم فيه ولا يقدّر أبعاده، بل فضح خلفيات كفيله وحقيقة الأغلبية التي ينتمي إليها، التي لم تكفيها الهيمنة على المجالس المنتخبة فكشرت عن الديكتاتورية التي تحاول اخفاءها”.
وتساءل بوانو “ما معنى أن يدعو غلام الحكومة، المعارضة إلى الانسحاب من البرلمان، وكأن مفاتيحه في جيبه، أو كأن البرلمان مقر تابع لحزبه، وليس مؤسسة من مؤسسات الدولة المحورية التي لها وظائف شتى، هل اختلطت لدى هذا الغلام مهمة ناطق باسم الحكومة، المحددة في مرسوم اختصاصاته، بمهمة ناطق باسم الدولة التي لا قِبل له بها سياسيا وقانونيا، أم أنه كان مجرد ناقل لحلم يراود من جاء به للبرلمان ثم ذهب به إلى الحكومة.”
يشار إلى أن٬ عبد الإله بنكيران، الأمين العام للبيجيدي، بعد المؤتمر الوطني الاستثنائي دعا إلى الهدوء في ممارسة المعارضة كان هدفه التميز وعدم الانضمام إلى ما أسماها “الجوقة” التي انقلبت بين عشية وضحاها من مؤيدة إلى منتقدة.
معتبرا أن دعوته لتحفيف نبرة المعارضة، هو بمثابة نقطة نظام تدعو إلى الكف عن اللعب بمصالح البلاد والعباد، وتوجيه لكي يكون الحزب متميزا عن هذه الممارسات من خلال معارضة وطنية معقولة بهدوء وتؤدة، بوصلتها الرئيسية خدمة مصلحة الوطن والمواطن وتحصين الاختيار الديموقراطي وحماية حقوق المواطنين وحرياتهم الأساسية إلى جانب كافة الشرفاء من مختلف التيارات الوطنية الديموقراطية.