دعت حركة “صحراويون من أجل السلام”، المنشقة عن جبهة البوليساريو، إلى إطلاق حوار داخلي شامل يضم مختلف المكونات السياسية والفكرية والمدنية، من أجل إيجاد مخرج عملي للنزاع المفتعل حول الصحراء.
وأكدت رسالة للحركة ، التي تؤيد مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، أن قرار العودة إلى الحرب أواخر سنة 2020 كان خطوة مكلفة تم اتخاذها دون تقدير سياسي أو استراتيجي، وقادت إلى ما يشبه الهزيمة غير المعلنة للجبهة الانفصالية، معتبرة أن استمرار الرهان على الخيار العسكري يعد مغامرة فاشلة، أثرت بشكل مأساوي على سكان المخيمات بمخاطرها الإنسانية والاجتماعية.
وأبرزت رسالة الحركة أن التطورات الميدانية، لاسيما التفوق المغربي في مجال الطائرات المسيرة، أضعفت تموقعات الجبهة الانفصالية، وأن الوضع الحالي لم يعد يسمح باستمرار الوضع القائم منذ اتفاق وقف إطلاق النار عام 1991، داعية إلى الاعتراف بفشل الخيار المسلح وتداعياته الكارثية على أوضاع سكان تندوف.
وتوقفت الرسالة عند تجارب حركات انفصالية مماثلة مثل مجاهدي خلق وحزب العمال الكردستاني، التي وجدت نفسها في عزلة بعد رفعها السلاح، داعية إلى عدم تكرار الأخطاء ذاتها في السياق الصحراوي، مؤكدة عزلة “الجمهورية الوهمية”، مقابل تنامي الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي.
وختمت “صحراويون من أجل السلام” رسالتها بالتشديد على أهمية عقد لقاء وطني واسع، يضم حتى شخصيات من البوليساريو، إلى جانب النخب الصحراوية وممثلي القبائل والمجتمع المدني، من أجل التفكير في مسار سلمي واقعي ينهي هذا النزاع الطويل.
للإشارة، فإن الحركة تحظى بدعم شريحة واسعة من الصحراويين، وتسعى إلى كسر احتكار البوليساريو لتمثيلهم، مقدمة صوتا بديلا يدعو إلى السلام والتوافق السياسي.
