آسفي – تلعب محطة تحلية مياه البحر بآسفي، التي يشرف على تشغيلها المكتب الشريف للفوسفاط، دوراً حيوياً في تأمين إمدادات المياه الصالحة للشرب للمدينة، خصوصاً في ظل التحديات المائية التي يواجهها حوض أم الربيع، المصدر الأساسي للمياه في المنطقة.
بسبب الضغوط المائية المتزايدة في الإقليم، بدأت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، من خلال شركتها “OCP Green Water”، بتنفيذ مشروع تحلية مياه البحر في آسفي في النصف الثاني من عام 2022، بناءً على اتفاقية موقعة مع وزارة الداخلية. وقد أسفر هذا المشروع عن توفير 40 مليون متر مكعب من المياه سنوياً، منها 15 مليون متر مكعب مخصصة لمدينة آسفي.
وقد بدأت المدينة في تلقي المياه تدريجياً من المحطة منذ أغسطس 2023، مع تغطية كاملة لاحتياجاتها من المياه بحلول فبراير 2024. من المتوقع أن تصل الطاقة الإنتاجية للمياه المحلاة في مدينة آسفي إلى 30 مليون متر مكعب سنوياً بحلول عام 2026، بالإضافة إلى 20 مليون متر مكعب مخصصة للاستخدام الصناعي، مع خطط لتوسيع التغطية لتشمل جهة مراكش آسفي بأكملها في المراحل المستقبلية.
هذه المبادرة الطموحة، التي تأتي استجابة للتوجيهات الملكية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تمثل خطوة رئيسية نحو إدارة أكثر تكاملاً وفعالية للموارد المائية المتاحة، في مواجهة التحديات المرتبطة بالتغيرات المناخية والبيئية وتحقيق العدالة المجالية. وتساهم هذه الجهود في تخفيف الضغط على الموارد المائية لحوض أم الربيع.
تتألف محطة تحلية مياه البحر بآسفي من وحدتين: الأولى مخصصة لتأمين المياه للاستخدام الصناعي، والثانية لتأمين مياه الشرب. وتعتبر هذه المحطة نموذجاً لإدارة فعالة لموارد المياه غير التقليدية، حيث تنتج مياهًا عالية الجودة تتوافق مع المعايير الدولية في مجال الصحة والسلامة.
بموجب عقد الامتياز بين المكتب الشريف للفوسفاط ووزارة الداخلية، تحصل شركة “GREEN WATER” التابعة للمجموعة على حق تحلية مياه البحر لتوفير مياه الشرب بأسعار تنافسية، مع الاعتماد على أحدث التقنيات والطاقة المتجددة، إضافة إلى التركيز على البحث والتطوير.
تمر عملية تحلية مياه البحر في هذه المحطة، التي بلغت تكلفتها الإجمالية 2.8 مليار درهم، بعدة مراحل تبدأ بضخ المياه من البحر إلى المحطة، تليها عملية معالجة أولية، ثم يتم استخدام تقنية التناضح العكسي لفصل الأملاح والمعادن عن الماء، لتوفير مياه عذبة صالحة للشرب، والتي يتم ضخها لاحقاً إلى شبكات التوزيع المحلية لتصل إلى السكان المستفيدين.