نظمت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، يوم أمس الاثنين 6 يونيو 2022، في إطار فعاليات رواقها المؤسساتي بالمعرض الدولي للنشر والكتاب حلقة نقاش حول مساهمة الدراما التلفزية على قناة “الأولى”، في نشر الثقافة القانونية وتعزيز وعي أوسع فئات المواطنين بالحقوق والواجبات، تجسيدا للأهداف العامة للخدمة الإعلامية العمومية،بحضور وازن لنجوم سلسلة “مداولة”.
واستعرض المتدخلون في هذا اللقاء الالتزام الكبير للمرفق الإعلامي العمومي، ممثلا في خدمات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، في تنفيذ الأهداف العامة للخدمة العمومية للاتصال السمعي المتعلقة بتدعيم قيم الديمقراطية والمواطنة والحرية المسؤولة والكرامة والتضامن والمساواة والعدالة الاجتماعية، وتكافؤ الفرص والمشاركة والحداثة والسعي إلى تحقيق المناصفة والنهوض بمنظومة حقوق الإنسان ومناهضة كل أشكال التمييز، وفق الدستور والالتزامات الدولية للمغرب.
وفي هذا الصدد، أبرز السيد عمر الرامي، المدير المركزي للإنتاج والبث بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة أن من المحتويات السمعية البصرية التي تضطلع من خلالها المؤسسة بتجسيد مهمة نشر وإشاعة الثقافة القانونية سلسلة “مداولة”، التي تنتجها وتبثها في قناة “الأولى”، في إطار البرمجة العامة والمتنوعة لهذه القناة، والهادفة إلى الاستجابة لحاجيات الإخبار والثقافة والتربية والترفيه لأوسع فئات الجمهور.
وأبرز المتحدث ذاته أنه طيلة 22 سنة، تم إنتاج وبث 480 حلقة من السلسلة الدرامية-الوثائقية، بمعدل 19 حلقة في كل موسم، سعت إلى تسليط الضوء على جميع القضايا المستجدة، وفي كافة مجالات القضاء، من قضايا جنحية، وجنائية، وتجارية، ومدنية، واجتماعية، بما في ذلك قضايا الأحوال الشخصية والأسرة، ما جعل من هذا البرنامج سابقة في تاريخ الدراما، ويعكس نجاحه المستمر، ومحافظته على حصته الكبيرة من نسب المشاهدة، أثره المباشر في تحقيق غاية النهوض بالوعي القانوني للمواطنين والمساهمة في الوقاية من الجريمة، بمختلف أنواعها ومستوياتها.
ومن جهتها أشادت الأستاذة رشيدة أحفوض، معدة ومقدمة “مداولة” بالالتزام المستمر للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة في مجال الدراما الهادفة، وبحرص المؤسسة على الاضطلاع بمهامها والتزاماتها في مجال تقديم خدمة إعلامية عمومية قائمة على مبادئ حرية التعبير والمسؤولية واحترام أخلاقيات الحق في الصورة والحياة الشخصية، ومصداقية الخبر، والاستقلالية والشفافية، ما مكن سلسلة “مداولة” من القيام بدور كبير في النهوض بالوعي القانوني لدى المواطنين.
وأضافت الأستاذة أحفوض، أن تميز وخصوصية هذه السلسلة يتمثل في استلهام حلقاتها من الملفات التي تدور في ردهات المحاكم لتعيد صياغتها في قالب سينمائي مليء بالتشويق ومبسط لأهم القضايا التي يتساءل بشأنها المواطن المغربي، ويجسد النجاح المتواصل لهذه السلسة طيلة عقدين من الزمن، في جانب منه، إقبالا جماهيريا على التثقيف القانوني عبر المرفق الإعلامي العمومي، وكذا أهمية إشاعة الوعي بالحقوق والواجبات وفق الدستور، كوجه من أوجه سيادة القانون ببلادنا.
وبدوره، ثمن توفيق ناديري، الصحافي والناقد الفني حرص الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة على تنفيذ الالتزامات والتحملات الواقعة على عاتقها في مجال الخدمة الإعلامية العمومية، مشيرا إلى أن سلسلة “مداولة”، صارت، بفضل المجهودات المبذولة من طرف المؤسسة من أجل الحفاظ على مستوى جودتها ونجاحها، طقسا اجتماعيا مغربيا بامتياز، ومواكبا للتحولات الآنية والمستجدة الرائجة أمام المحاكم، بما فيها القضايا التي تهم أوسع فئات الشباب والأجيال الصاعدة، مما كرس مكانة هذا العمل الدرامي الجاد منارة تنهض بالثقافة القانونية للمواطنين.
وفي مساهماتهم خلال هذا النقاش، أكد عدد من نجوم السلسلة، ومنهم رشيد الوالي، وعبد الكبير الركاكنة، وجواد السايح، وفاطمة الزهراء أحرار، أن “مداولة”، علاوة على أثره المباشر المتمثل في إنقاذ الكثير من المواطنين من مخالفة القانون، يشكل مشتلا للمخرجين والممثلين، مشيدين بحرص الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة على استمراريته وانفتاحه على القضايا المستجدة.