تم اليوم السبت بالمدينة الحمراء، عرض الفيلم الوثائقي “باي باي طبريا” لمخرجته لينا سوالم، في إطار المسابقة الرسمية للدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي يحكي قصة إنسانية عن حنين المغترب لوطنه الأم، وسؤال الجذور والهوية.
ويعتبر فيلم “باي باي طبريا” (2023) سيرة ذاتية للمخرجة سوالم، حيث تستعرض فيه قصة والدتها هيام عباس، وهي مواطنة فلسطينية، وهي تحكي عن الذكريات التي عاشتها رفقة والدتها وأخواتها السبعة في بلدها الذي هجرته منذ ثلاثين سنة لتحقيق حلمها بأن تصبح ممثلة، قبل أن تعود إليه رفقة ابنتها، وتستذكر مختلف الأماكن التي كانت تتردد عليها من خلال أرشيف غني من الصور والفيديوهات.
وعبر هذا الفيلم (82 دقيقة)، وهو من إنتاج مشترك (فلسطين، فرنسا، بلجيكا، قطر)، تسرد الأم لابنتها عن ذاكرة العائلة وجذورها وبلدها، تبرز دور العائلة في تقوية الروابط الهوياتية التي تجمع المرء المغترب ببلده.
وفي تصريح صحفي، بعد العرض، أعربت سوالم عن فخرها بعرض فيلمها في إطار دورة هذه السنة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وهي أول مرة يعرض فيها في العالم العربي، معبرة عن تأثرها العميق بالتفاعل الكبير للجمهور المغربي معه.
وأضافت أن الفيلم اعتمد على أرشيف من الصور، لأن والدها كان مصورا في فترة التسعينات، ولأن الأمر يتعلق بأرشيف غني ويحكي عن فترة تاريخية مؤثرة ومهمة بالنسبة لها.
وتميز عرض الفيلم بحضور والدة المخرجة، هيام عباس، التي لم تستطع إخفاء تأثرها بالحضور الغفير الذي غصت به جنبات قاعة العرض لمشاهدة الفيلم.
وتتبارى على النجمة الذهبية لدورة هذه السنة، إلى جانب فيلم لينا سوالم، 13 فيلما، وهي “بانيل وأداما” لراماتا – تولاي سي (فرنسا، السنغال، مالي)، و”مدينة الرياح” لخاكفادولام بوريف-أوشير (فرنسا، منغوليا، البرتغال، هولندا، ألمانيا، قطر)، و”ديسكو إفريقيا” للوك رازاناجاونا (فرنسا، مدغشقر، موريشيوس، ألمانيا، جنوب إفريقيا)، و”المهجع” لنهير تونا (تركيا، ألمانيا، فرنسا)، و”نزهة” لأونا كونجاك (البوسنة والهرسك، كرواتيا، صربيا، فرنسا، النرويج، قطر)، و”كذب أبيض” للمخرجة أسماء المدير (المغرب، مصر، السعودية، قطر).
كما تتنافس على جوائز هذه الدورة أفلام “عصابات” لكمال الأزرق (المغرب، فرنسا، بلجيكا، قطر، السعودية)، و”عالمنا” للوانا باجرامي (كوسوفو، فرنسا)، و”الابن الآخر” لخوان سيباستيان كويبرادا (كولومبيا، فرنسا، الأرجنتين)، و”سجن في جبال الأنديز” لفيليبي كارمونا (تشيلي، البرازيل)، و”الهدير الصامت” لجوني بارينكتون (المملكة المتحدة)، و”الحصيلة” لكارولينا ماركوفيتش (البرازيل، البرتغال)، و”يوم الثلاثاء” لداينا أو. بوسيتش (الولايات المتحدة، المملكة المتحدة).
وإلى جانب أفلام المسابقة الرسمية، تشهد هذه الدورة من المهرجان التي تتواصل إلى غاية 2 دجنبر المقبل، تقديم أفلام في إطار أقسامه الأخرى، وهي “العروض الاحتفالية” و”العروض الخاصة”، و”القارة الحادية عشرة”، و”بانوراما السينما المغربية”، و”سينما الجمهور الناشئ”، علاوة على لقاءات مع شخصيات سينمائية عالمية.