و حسب البروفيسور سعيد المتوكل، عضو اللجنة العلمية والتقنية لمكافحة كوفيد-19، أن الارتفاع المسجل على مستوى الإصابات بفيروس كورونا بالمغرب راجع إلى موجة عدوى جديدة.
و في هذا الخصوص اورد المتوكل، في تصريح صحفي له، بأن موجة العدوى التي تشهدها المملكة حاليا لا تدعو للقلق؛ في ظل عدم تسجيل دخول متحورات جديدة للفيروس إلى المغرب، مشيرا إلى مواصلة انتشار سلالة “أوميكرون” والمتحورات الناتجة عنها، وهي “إكس بي بي.5.1″، و”إكس بي بي.5.2″، و”إكس بي بي 5.3″، وأكد أن هذه المتحورات لا تشكل خطورة كبيرة لكنها تتميز بالانتشار السريع.
و اضاف عضو اللجنة العلمية والتقنية أن نسبة إيجابية التحاليل محددة في 16,5 في المائة، مع عدم تسجيل حالات إماتة بسبب الفيروس منذ مدة طويلة، ويرجع ذلك إلى ضعف الشراسة الذاتية للفيروس مع الوقت، إضافة إلى انتشار المناعة الجماعية. وهذا ما أكدته منظمة الصحة العالمية، التي أعلنت أن “جائحة كوفيد-19 لم تعد تشكل حالة طوارئ صحية عالمية”.
و اكد المتحدث ذاته أن المواطنين ملزمون باتباع التدابير الصحية المعتمدة في مواجهة الفيروس، والالتزام باستكمال التلقيح، مع عزل النفس واستشارة الطبيب في حالة الشعور بأعراض الإصابة بكورونا.
و افاد الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، في ذات السياق إن مهنيي القطاع الصحي بدأوا يلاحظون، منذ حوالي شهر، ارتفاعا في عدد حالات الإصابة بكورونا، رغم عدم اختيار العدد الأكبر من المواطنين إجراء اختبارات الكشف، على حد تعبيره.
وأكد حمضي، في ذات التصريح، أن المناعة الجماعية المكتسبة ضد الفيروس، إما عن طريق التلقيح أو الإصابات السابقة، جعلت المصابين محميين من الأعراض الخطيرة أو الوفاة، مما يجعل موجات الفيروس تفقد خطورتها مع الوقت.
وتابع أن المغرب لا يشهد متحورا فرعيا جديدا لفيروس كورونا حاليا، في الوقت الذي رُصد في بعض الدول متحور يسمى “أركتوروس” (Arcturus)، والمعروف أيضا باسم “XBB.1.16″، مشيرا إلى أنه يتميز بسرعة الانتشار مع عدم تسجيل زيادة في نسبة الخطورة.
وبالنسبة لبروتوكول علاج مرضى كوفيد-19 بالمغرب، أكد سعيد المتوكل أنه لم يعرف أية تغيير، مشيرا إلى أن آخر تعديل في البروتوكول يرجع لشهر مارس الماضي، والذي أعلنت خلاله وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، التخلي عن عدد من الأدوية التي كانت متبعة أبرزها “الكلوروكين”.
وقامت وزارة الصحة بإلغاء استعمال “الهيدروكسيكلوروكين”، وتعويضه بمضادات للفيروسات ذات فعالية في تعزيز المناعة بشكل كبير، من بينها دواء “مولنوبيرافير”، الذي تم الترخيص باستعماله خلال الأيام الأخيرة، كما تم التخلي عن استعمال الزنك في علاج المصابين بكوفيد-19 والاكتفاء باستعمال فيتامين “سي” فقط، بعدما باتت حدة أعراض الإصابة بالمرض خفيفة.