يبدو أن القيادات الحالية لحزب العدالة والتنمية تسعى، جاهدة، للقتل الرمزي لزعيمها السابق عبد الإله بنكيران لأسباب اختلط فيها ما سياسي وبحث عن التموقع، بما هو نفسي وشخص بحت.
فبعدما تم إقصاء الرجل من حفل استقبال وفد حماس الذي احتضنه السكن الوظيفي لرئيس الحكومة، عمدت قيادات البيجيدي، حسب مصادر مطلعة، إلى “التشطيب” على اسم بنكيران من برنامج عمل زيارةالوفد الفلسطيني الذي شمل لقاءات مع عدد من الفعاليات الوطنية من مشارب وتيارات مختلفة.
ذات المصادر، كشفت أن بنكيران كان ينتظر زيارة وفد حماس بمنزله، قبل أن يصدم في آخر لحظة بخبر إلغاء الزيارة بدعوى ضيق وقت الضيوف و أن ضغط البرنامج لا يسمح لإسماعيل هنية و من معه بالتنقل للقاء الأمين العام السابق للعدالة والتنمية.
وفد حماس كان له من الوقت ما يكفي ليقوم بمعايدة الوزير والقيادي بالبيجيدي مصطفى الرميد بمنزله، و كذا القيام بجولة سياحية بمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، ولكنه لا يجد وقتا للقاء أول رئيس حكومة إسلامي بالمغرب…”تبرير من الصعب تصديقه أو القبول به”، يوضح مصدر مقرب من بنكيران، أكد على أن ما وصفها بالمناورة الخبيثة وضعت هنية في موقف حرج، اضطر معها للاتصال ببنكيران والاعتذار له عن عدم استطاعته الحضور لزيارته كما كان مقررا سلفا، و هو الاعتذار الذي تلقاه بنكيران بصدر رحب، مشددا في حديثه لهنية على أن علاقته بالقضية الفلسطينية أكبر من زيارة مجاملة كان ليقوم بها وفد حماس لمنزل أسرته.