من جديد كشفت المخابرات والشرطة الاسبانيين تورط عناصر البوليساريو وممثلي هذه الجبهة الانفصالية بأوروبا، في شبكات إجرامية خطيرة، تستغل الأفكار الانفصالية وبعض “الامتيازات الديبلوماسية” التي تحصل عليها باسبانيا وبعض الدول الأوربية، لارتكاب أعمال إجرامية.
المخابرات والشرطة الاسبانيين فضحتا هذه المليشيات الانفصالية، وقالتا إن هناك خيوط العلاقة بين تمثيليات جبهة البوليساريو وشبكة إجرامية للتهريب والاتجار في البشر.
وأضاف المصدر أن هذه العناصر الانفصالية تستغل مركبات جمعيات اسبانية تنشط في نقل الطرود إلى مخيمات تندوف، وتقوم بأعمالها الاجرامية في التهريب والاتجار بالبشر.
منتدى فورساتين، الذي ينشط من قلب مخيمات تندوف، أضاف من جانبه أن ما يسمى بــ “مكاتب جبهة البوليساريو بأوروبا”، تقوم بالكثير من الممارسات الاجرامية، وتستغل المكاتب المشار إليها وتتخذها واجهات تتم خلف أبوابها عمليات مشينة، تمس بالأمن العام للبلدان المستضيفة، وتستغل العائلات الصحراوية بمخيمات تندوف، في سبيل تحقيق ربح مادي، يتم توزيعه على المنتسبين لتلك الشبكات من أصغر منتمي لها داخل المخيمات، الى أكبر مسؤول بجبهة البوليساريو، مرورا بالمشرفين على مكاتبها وقنصلياتها، ممن يتم اختيارهم بعناية وحذر، ليتلاءموا مع الدور المنوط بهم.
المصدر ذاته أكد أن قيادة البوليساريو لا تعين في هذه المكاتب المزعومة بأوروبا ما لم يكن له علاقة بتلك الأنشطة الإجرامية، ومستعد للمساهمة في إدارتها بما يحقق الربح للجميع.
انكشاف أولى فصول جرائم جبهة البوليساريو عبر دكاكينها “الدبلوماسية”، جاء بعدما وقفت الشرطة الاسبانية أخيرا على حقيقة ما يسمى قنصليات وتمثيليات جبهة البوليساريو باسبانيا، وعلاقتها بشبكات دولية للاتجار في البشر، والهجرة غير المشروعة، إذ ألقت القبض في الأيام الأخيرة على المدعو “سيد أمين أمحمد لمغيمض”، بعدما عثرت على مهاجرين مخبئين مع أمتعة الركاب داخل مركبته بميناء ألميريا الإسباني.
وتتمثل أنشطة هذا الشخص وأعوانه من أعضاء العصابة في تهريب الأشخاص عبر بعض المركبات العاملة ضمن اسطول جمعية لنقل الطرود الإنسانية بين العائلات الإسبانية و أطفال مخيمات تندوف.
وأثبتت التحقيقات تلقي المدعو “لمغيمض” لمبالغ مالية كبيرة عن كل مهاجر يتم تهريبه، وتبين كذلك ارتباطه بشركاء يعملون في قنصليات بالجزائر، وضلوع مسؤولين كبار بالجبهة لا يعرف أسماءهم ويتعامل معهم عبر وسطاء لاخفاء الأثر، فيما يتكلف العقل المدبر لعمليات التهريب بتسهيل مرور المهاجرين عبر مراكز المراقبة لشرطة الحدود الجزائرية دون عراقيل، ما يورط الجزائر رسميا في العلاقة بالتدفق المتزايد مؤخرا للهجرة الغير شرعية للديار الاسبانية.
المتورط المذكور عندما افتضح أمره تم تهريبه من اسبانيا بنفس الطريقة التي كان يدخل بها المهاجرين إلى اسبانيا، عبر مركبة شبيهة بالمركبة التي كان يقودها، ليعود الى مخيمات تندوف بمساعدة أيادي خفية سهلت العملية برمتها داخل اسبانيا في اتجاه المخيمات مرورا بالجزائر، قبل أن يتم نقله إلى منطقة مجهولة حفاظا على ما يتوفر عليه من أسرار ومعلومات، وخوفا من مطالبة اسبانيا للجزائر بإعادته تطبيقا للقوانين الدولية في هذا الاطار.