احتضنت الجامعة الدولية لأكادير (Universiapolis) يومي 31أكتوبر وفاتح نونبر 2025 أشغال المنتدى الوطني الخامس حول “التطوع التعاقدي: رهان لتحقيق التنمية وتعزيز أدوار جمعيات المجتمع المدني”، الذي نظمته الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني بشراكة مع مؤسسة هانس زايدل الألمانية، تحت شعار: “التطوع التعاقدي رافعة لتنمية بلادنا.”
واستهدف هذا المنتدى تعزيز الإطار القانوني والتنظيمي للتطوع التعاقدي، وتثمين الجهود المبذولة لتفعيل القانون رقم 06.18 ومرسومه التطبيقي رقم 2.23.72، بما يسهم في ترسيخ ثقافة الالتزام والمسؤولية داخل المجتمع المدني المغربي.
عرف المنتدى مشاركة أساتذة جامعيين، وخبراء، وفاعلين جمعويين، وإعلاميين من مختلف جهات المملكة، ناقشوا من خلال جلسات علمية وورشات متخصصة سبل تطوير العمل التطوعي وتأطيره وفق رؤية قانونية وتنموية متكاملة.
من بين الورشات المتميزة ضمن فعاليات اليوم الثاني، برزت الورشة الرابعة التي تناولت موضوع دور الإعلام والرقمنة في تعزيز العمل التطوعي التعاقدي، حيث أكد الأستاذ الباحث حفيظ أركيبي، عضو المكتب التنفيذي للمركز المغربي للدراسات والأبحاث في حقوق الإنسان والإعلام، أن الإعلام بمختلف وسائطه يمثل محركًا أساسيا للتغيير الاجتماعي والثقافي، وقادرًا على تحويل العمل التطوعي من مبادرات فردية إلى قوة منظمة ومستدامة تساهم في التنمية وتكرس قيم المواطنة الفاعلة والمسؤولية الجماعية.
وفي تصريح لكيوسك أنفو، أوضح اركيبي، أن *الفجوة الإعلامية في تغطية قضايا التطوع ما تزال قائمة، داعيًا إلى إدماج مفهوم التطوع التعاقدي في الخطاب الإعلامي الوطني، وتخصيص برامج وحملات تحسيسية تسهم في توضيح مضامين القانون رقم 06.18* والمرسوم التطبيقي رقم 2.23.72، مع إبراز قصص نجاح المتطوعين وتجاربهم الميدانية الملهمة.
كما شدد اركيبي على ضرورة اعتماد استراتيجية إعلامية شاملة، و إحداث مرصد وطني إعلامي للتطوع، وتنظيم تكوينات في أخلاقيات تغطية قضايا التطوع لفائدة الإعلاميين، وتشجيع الإعلام العمومي والرقمي على تناول التطوع كممارسة مؤطرة بالقانون لا كعمل خيري ظرفي.
وقد اختُتمت أشغال المنتدى بالتأكيد على عدد من التوصيات العملية، والتي تستدعي تنسيق الجهود بين الإعلام، والمؤسسات العمومية، والمراكز البحثية والمجتمع المدني.
