باماكو – في خطوة تصعيدية جديدة، سحبت كل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو، التي شكلت مؤخرا تكتلا إقليميا باسم “كونفيدرالية دول الساحل”، سفراءها من الجزائر، احتجاجا على دعم الجزائر لمجموعات مسلحة إرهابية، واتهامها المباشر بإسقاط طائرة عسكرية بدون طيار تابعة للجيش المالي قرب الحدود بين البلدين.
وجاء في بيان مشترك صادر عن الدول الثلاث أن رؤساءها قرروا استدعاء سفرائهم في الجزائر للتشاور، في مؤشر واضح على تصاعد التوترات بين الجزائر وجيرانها في الجنوب، خاصة مالي، التي تشهد علاقتها بالجزائر توترا متزايدا منذ شهور.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية عن إسقاطها طائرة بدون طيار مجهولة الهوية اخترقت الأجواء الجزائرية من الجنوب، لكن باماكو سارعت إلى تأكيد أن الطائرة تابعة لجيشها، واتهمت الجزائر باستهدافها عمدا، معتبرة الحادث “عملا عدائيا”.
وأوضحت وزارة الخارجية المالية، في بيان، أن التحقيقات كشفت أن الطائرة أُسقطت على بعد أقل من عشرة كيلومترات جنوب الحدود الجزائرية، مضيفة أن المسافة بين نقطة انقطاع الاتصال وموقع الحطام لا تتعدى 441 مترا، وهو ما يجعل فرضية التدمير بفعل نيران معادية الأقرب للواقع.
واعتبرت مالي أن سقوط الطائرة بشكل عمودي لا يمكن تفسيره إلا كنتاج لضربة صاروخية، سواء من الأرض أو الجو، وهو ما دفعها إلى وصف ما حدث بـ”الاعتداء السافر”، منددة بما وصفته بـ”السلوك المتغطرس وغير الودي” من قبل الجزائر.