احتضن إقليم بوجدور، يوم أمس الاثنين 19 ماي الجاري، فعاليات احتفالية متميزة بمناسبة مرور عشرين سنة على انطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وذلك تحت شعار: “عشرون سنة في خدمة التنمية البشرية”، وسط حضور وازن ضمّ عامل الإقليم، وممثلي القطاعات الحكومية، وهيئات المجتمع المدني، ومستفيدين من مشاريع المبادرة.
انطلقت الفعاليات من قاعة الاجتماعات بعمالة الإقليم بلقاء تواصلي عرض حصيلة عشرين سنة من العمل الميداني في مجالات محاربة الهشاشة، التمكين الاقتصادي، وتقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية. وقد شدّد السيد العامل في كلمته الافتتاحية على البصمة الإيجابية التي تركتها هذه المبادرة الملكية، والتي انطلقت سنة 2005، في تعزيز التنمية المحلية وتحسين مؤشرات العيش الكريم لفئات واسعة من المواطنين.
أرقام دالة وحصيلة مشرفة
قدم رئيس قسم العمل الاجتماعي عرضًا شاملاً حول منجزات المبادرة، مبرزًا أن الغلاف المالي الإجمالي بلغ 269 مليون درهم، منها 173 مليون درهم كمساهمة مباشرة من المبادرة، في حين ساهم الشركاء بـ 96مليون درهم ، ما يعكس نجاح مقاربة الشراكة والتكامل في التمويل.
من أبرز ثمار هذه الاستثمارات:
* انخفاض نسبة الفقر متعدد الأبعاد من 15% سنة 2014 إلى 4% سنة 2024.
* إنجاز 900 مشروع استفاد منها ما يزيد عن 214,000 شخص.
* انخفاض نسبة سوء التغذية لدى الأطفال إلى 0.12%.
* تراجع نسبة أمية النساء من 29.2% إلى 21.7%.
* تعميم الربط بالكهرباء بنسبة 100% وتحسين الولوج للماء الشروب بنسبة 93.7%.
* تركيز 64% من المشاريع على الأنشطة المدرة للدخل، مع استهداف خاص للفئات الهشة، كالأشخاص ذوي الإعاقة والنساء المعيلات.
قصص نجاح ووجوه الأمل
تميّز اللقاء بعرض روبورتاج مصور بعنوان “عشرون سنة في خدمة التنمية البشرية”، وثّق لأهم المحطات والمشاريع التي شكّلت علامات فارقة في مسار المبادرة، إضافة إلى شريطين تحفيزيين: **”نساء الصمود” و”شباب اختاروا الطريق”، أبرزا قصصًا مؤثرة لأفراد تمكنوا من تجاوز ظروف الهشاشة نحو آفاق واعدة من التمكين والمبادرة الذاتية.
واختتم اللقاء بتوزيع شواهد تقديرية على فعاليات مدنية وشبابية ساهمت بفعالية في تنزيل مشاريع المبادرة بالإقليم.
فضاء “المبادرة”: عرض حي للمنجزات
عقب اللقاء، قام الوفد الرسمي بزيارة لفضاء “المبادرة” بساحة العمالة، حيث تم افتتاح معرض ضم أروقة مخصصة للمراكز الاجتماعية، والتربوية، ومشاريع الأنشطة المدرة للدخل، قدم خلالها المستفيدون شهادات مباشرة حول أثر المبادرة في حياتهم اليومية.
وقد شكلت المناسبة فرصة لتجديد العهد مع أهداف التنمية البشرية، والتأكيد على مواصلة العمل بروح جماعية من أجل تحقيق مزيد من العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة.