الرباط – قال عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن قطاع الفلاحة في المغرب لطالما كان له طابع خاص، مؤكدا أن المغرب كان دائما مستقلا في تأمين احتياجاته الغذائية، حيث كان يصدر في الماضي الأغنام، الأبقار، الحبوب، القطاني، والسكر إلى الخارج.
وفي حديثه خلال ندوة نظمتها جمعية مهندس المصباح حول موضوع الأمن الغذائي، أكد ابن كيران أنه يؤمن بضرورة أن يعتمد المغرب على نفسه في إنتاج القمح، حتى وإن كانت التكلفة عالية، مشددا على أهمية اتخاذ السياسات اللازمة لحماية الفلاحين ودعمهم، من خلال تشجيعهم على البقاء في القرى والحد من هجرتهم لحماية البلاد من التقلبات وضمان أمننا الغذائي.
وفي سياق متصل، استشهد ابن كيران بتجربة فرنسا التي تواجه اليوم تحديات كبيرة، ليس فقط في فقدان مكانتها كدولة عظمى، بل أيضا بسبب تراجع اهتمامها بالصناعة والإنتاج الذاتي لصالح الترف والرفاهية، مما يهدد وجودها كدولة وحضارة.
وشدد على ضرورة أن يفكر المغرب في مستقبله ويعتمد على ذاته في الإنتاج، حتى وإن تطلب ذلك دفع ثمن أعلى في البداية، مؤكدا أنه يجب أن نعمل على تقليل تكلفة الإنتاج عبر جهودنا الخاصة بدلا من الاعتماد على الاستيراد الذي يعد خطرا في ظل المستقبل الغامض.
وأشار ابن كيران إلى أهمية تحسين الظروف المعيشية في المناطق القروية، حيث لا يزال العديد من القرى تعيش في ظروف بدائية، وهو أمر غير مقبول. وأضاف أن هذا الواقع يدفع العديد من السكان إلى التفكير في الهجرة.
وفي ختام حديثه، أكد مرة أخرى أنه ليس ضد الإنتاج الفلاحي الضخم أو التجارة الخارجية، لكنه شدد على أن المغرب يجب أن يحافظ على احتياجاته الأساسية بشكل مستقل ودون تلاعب، مع ضمان مصلحة البلاد.