مدريد – بدأت بعض المدارس في إسبانيا باعتماد برامج تعليمية تركز على ذكرى المسيرة الخضراء، وكانا البداية بمدارس إقليم مورسيا، التي بدأت تطبيق برنامج جديد يعزز من دراسة “اللغة والثقافة العربيتين”، ويربط جزءا كبيرا منه بالثقافة المغربية، بما في ذلك إحياء ذكرى المسيرة الخضراء التي كانت محطة حاسمة في استعادة المغرب سيادته على الصحراء بعد فترة من الاستعمار الإسباني.
وحسب تقارير إعلامية فإن بعض المدارس في مورسيا، مثل “نويسترا سينيورا ديل كارمين دي لوبيغان”، قد أدرجت هذه الذكرى ضمن الأعياد الوطنية المغربية، باعتبارها حدثا بارزا في تاريخ المغرب، مضيفة أن هذا البرنامج التعلمي يتضمن أيضا تقديم معلومات حول الحرف والفلكلور المغربي، مما يعزز من الوعي الثقافي لدى الطلاب.
غير أن ما يثير الاهتمام هو أن حكومة إقليم مورسيا، التي يترأسها فيرناندو لوبيث ميراس من الحزب الشعبي، تختلف سياسياً عن الحكومة المركزية الإسبانية بقيادة الحزب الاشتراكي بيدرو سانشيز، ومع ذلك، سبق لميراس أن عبر عن دعمه لمغربية الصحراء في البرلمان الإسباني، مما يعكس تحولا في المواقف السياسية والتعاون الثقافي المتزايد بين إسبانيا والمغرب.
وحسب ذات المصدر، فإن هذا البرنامج يتم تمويله من قبل المغرب عبر مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، بتنسيق مع السفارة المغربية في إسبانيا ووزارة التربية الإسبانية، مضيفة أن البرنامج يشمل مدارس في 12 إقليما إسبانيا، حيث يشرف معلمون مغاربة على تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية للطلاب، سواء المغاربة أو الإسبان، مما يسهم في تعزيز التفاهم بين الثقافات المختلفة.
