الرباط – أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش أن المغرب يمضي بخطى واثقة نحو تحقيق قفزة نوعية في الاستثمار العمومي، بالرغم من التحديات المالية التي فرضتها جائحة كوفيد-19.
وأوضح خلال الجلسة الشهرية حول السياسة العامة بمجلس النواب اليوم الإثنين، التي خصصت لمناقشة موضوع “البنيات التحتية الأساسية رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية”، أن الاستثمار العمومي سجل زيادة ملحوظة، حيث ارتفع من 230 مليار درهم سنة 2021 إلى 335 مليار درهم سنة 2024، على أن يصل إلى 340 مليار درهم سنة 2025 وفق قانون المالية الجديد.
وأشار أخنوش إلى أن هذه الدينامية الاستثمارية تهدف إلى مواكبة القطاعات الاستراتيجية، مثل الفلاحة من خلال رفع ميزانيتها من 15.3 مليار درهم في 2021 إلى 19.5 مليار درهم في 2024، وصولاً إلى 20.2 مليار درهم في 2025، وكذلم بالنسبة لقطاع السياحة الذي شهد تخصيص ميزانية متنامية بلغت 2.6 مليار درهم في 2024، في حين تضاعفت استثمارات قطاع الرقمنة لتتجاوز 2 مليار درهم سنة 2024، بعد أن كانت 91 مليون درهم فقط سنة 2021.
وفي قطاع البنية التحتية، أوضح أخنوش أن الحكومة تعمل على تعزيز الربط الجغرافي بين الجهات، من خلال مشاريع طرقية وسككية كبيرة، مثل الطريق السريع تزنيت-الداخلة بتكلفة 8.8 مليار درهم، والطريق السيار بين الرباط والدار البيضاء بتكلفة 6 مليارات درهم، بالإضافة إلى مشروع جرسيف-الناظور الذي يسعى لربط ميناء الناظور غرب المتوسط بالشبكة الطرقية الوطنية.
أما في مجال النقل السككي، فقد لفت رئيس الحكومة إلى تمديد الخط فائق السرعة ليصل إلى مراكش على امتداد 430 كيلومتراً، مع مشاريع مستقبلية تربط هذا الخط بأكادير.
وفي النقل الجوي، أبرز أخنوش تحقيق أرقام قياسية في حركة المسافرين، حيث بلغ عددهم 27 مليوناً في 2023، مع استمرار الارتفاع خلال 2024، إذ وصل العدد إلى 24.3 مليون مسافر حتى نهاية شتنبر. كما أطلقت الحكومة خريطة طريق سياحية تضمنت فتح أكثر من 32 خطاً جوياً جديداً، بهدف تعزيز الربط الدولي وزيادة الطاقة الاستيعابية إلى 80 مليون مسافر بحلول 2030، مع توسعة مطارات الرباط، مراكش، وأكادير، وتحسين بنيتها التحتية استعداداً لتنظيم كأس العالم 2030.
وفي القطاع البحري، أكد أخنوش أن الحكومة تُسرّع إنجاز المشاريع الكبرى، مثل ميناء الناظور غرب المتوسط بتكلفة 11.56 مليار درهم، والميناء الجديد الداخلة الأطلسي بتكلفة تناهز 13 مليار درهم، إلى جانب توسعة موانئ في مدن مثل آسفي وأكادير والجبهة.
وختم أخنوش بالتشديد على أن هذه الاستثمارات الكبرى تُرسّخ مكانة المغرب كرائد إقليمي، وتحفز النمو الاقتصادي، مع تحسين جودة حياة المواطنين وتعزيز العدالة المجالية.