الرباط – تسبب سقوط نظام بشار الأسد في سوريا في خسارة جبهة البوليساريو لأحد أبرز داعميها في الشرق الأوسط، باعتبار أن سوريا كانت من بين الدول القليلة في المنطقة، إلى جانب إيران واليمن، التي تعترف بما يُعرف بـ”الجمهورية الصحراوية” الوهمية.
تعود علاقة البوليساريو بالنظام السوري إلى عام 1978 حين انخرط حافظ الأسد في “جبهة الصمود”، التي أسسها معمر القذافي بطرابلس. فمنذ ذلك الحين، قدمت دمشق للجبهة الصحراوية دعمًا لوجستيًا وسياسيًا، بمساندة مباشرة من الجزائر.
كما شهدت العلاقة بين الطرفين لقاءً رسميًا في أكتوبر 2023 بجنيف، حين استقبل السفير السوري في سويسرا أحد ممثلي البوليساريو. علاوة على ذلك، ساعدت دمشق الجبهة في تنظيم مؤتمر حول فلسطين بمساعدة جهة لبنانية.
وفي مقابل هذا الدعم، أرسلت البوليساريو مقاتلين لدعم قوات النظام السوري في معاركه ضد الثوار. وفي هذا الإطار، كشفت تقارير عن اعتقال ثلاثين عنصرًا من البوليساريو في مدينة حلب من قبل قوات المعارضة، كما عُثر على وثائق استخباراتية تشير إلى وجود 150 مقاتلًا تابعين للجبهة داخل سوريا.
إلى جانب مشاركتهم في القتال، استفاد مقاتلو البوليساريو من تدريبات عسكرية متقدمة وفرتها مجموعات إيرانية مسلحة، بحكم أن هؤلاء المقاتلين كانوا تحت إشراف المستشار العسكري الإيراني بورهاشمي قبل مقتله. وقد تلقوا تدريبات استعدادًا للعودة إلى تندوف لاستخدام تلك المهارات في عمليات تستهدف المغرب.
وفي سياق متصل، كشف فهد المصري، رئيس جبهة الخلاص الوطني السورية، عن قيام إيران بإرسال 200 عنصر من البوليساريو إلى جنوب سوريا، حيث تمركزوا في مواقع عسكرية حساسة، مثل مطار الثعلة وقواعد بالقرب من الجولان.
وأكد المصري أن البوليساريو لا يشكل خطرًا فقط على استقرار المغرب، بل يمثل تهديدًا للأمن الإقليمي، ما يتطلب موقفًا حازمًا ضد داعميه.
للتذكير كان المغرب قد قطع علاقاته بإيران عام 2018 بسبب دعمها للبوليساريو، بما في ذلك تزويدها بالأسلحة والتدريب عبر حزب الله، في إطار شراكة استراتيجية مع الجزائر. ويعكس هذا التحالف سعي طهران لتعزيز نفوذها في منطقة المغرب العربي عبر البوليساريو.