الرباط – مرت العلاقات المغربية السورية بفصول متباينة على مدى عقود، خاصة خلال فترة سيطرة حزب البعث العربي الاشتراكي على السلطة في سوريا منذ عام 1963.
حيث تميزت هذه الحقبة بتوترات متكررة نتيجة اختلاف التوجهات السياسية والإيديولوجية بين النظام السوري، الذي اتسم بنزعته القومية والاشتراكية، والنظام الملكي المغربي الذي كان يحمل توجهات مختلفة.
حقبة العداء: الستينات والسبعينات
عقب انقلاب حزب البعث، دعمت سوريا المعارضة المغربية، خاصة عبر الطلبة والتيارات اليسارية، مما أدى إلى توتر العلاقات، لكن وعلى الرغم من ذلك، أبدى الملك الحسن الثاني موقفًا إيجابيًا تجاه القضية العربية، حيث أرسل قوات مغربية لدعم سوريا خلال حرب أكتوبر 1973، رغم الخلافات العميقة.
توتر الثمانينات
تدهورت العلاقات بين الرباط ودمشق، أكثر مع اعتراف سوريا بجبهة البوليساريو في عام 1980، وتصعيدها ضد المغرب عقب لقاء الحسن الثاني برئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز عام 1986. وجاء رد الحسن الثاني واضحًا برفض التصريحات العدائية التي أطلقها حافظ الأسد ومعمر القذافي.
تحسن مؤقت ثم انتكاسة جديدة
شهدت العلاقات بعض التحسن أواخر الثمانينات وبداية التسعينات، وبلغت ذروتها بحضور حافظ الأسد قمة عربية في المغرب عام 1989، وزيارة الحسن الثاني لسوريا في 1992، رغم أن تغييرات بروتوكولية غير متوقعة خلال هذه الزيارة أثارت استياء الملك، وأكدت بقاء التوتر.
الربيع العربي وتغير المواقف
مع اندلاع الاحتجاجات في سوريا عام 2011، أعلن المغرب وقوفه إلى جانب الشعب السوري، ودعم المعارضة علنًا، فاستضاف مؤتمر “أصدقاء الشعب السوري” في عام 2012، واعترف بالائتلاف الوطني السوري كممثل شرعي للشعب، كما شارك في معارضة إعادة سوريا إلى الجامعة العربية، مطالبًا بإنهاء دعمها لجبهة البوليساريو.
نهاية نظام الأسد
في دجنبر 2024، وبعد عقود من الحكم البعثي، سقط، إذن، نظام بشار الأسد إثر تقدم المعارضة المسلحة إلى دمشق، لينتهي بذلك فصل طويل من التوترات بين سوريا والمغرب، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة قد تعيد صياغة العلاقات بين البلدين.