د.عبد الرحيم منار السليمي
منذ صعود قيس سعيد إلى الرئاسة وتونس ترسل إشارات سلبية إلى المغرب بخصوص وحدته الترابية ،والواضح أننا اليوم أمام تونس أخرى ليست تونس بورقيبة او بنعلي او المرزوقي او السبسي ،فتونس تغيرت لدرجة انها باتت تقبل بنعثها من طرف إعلاميين جزائريين ب” ولاية جزائرية” والاعلام الجزائري هو فقط ناقل لما يروج داخل النظام العسكري ورؤيته لتونس سعيد .
ولايمكن أن تكون إشارات تونس السلبية نحو الوحدة الترابية المغربية أخطاء يتحملها مسؤولين تونسيين بمعزل عن قيس سعيد وتوجهاته الإقليمية، فالتصويت ضد قرار مجلس الأمن في ملف الصحراء لما كانت تونس تتمتع بالعضوية غير الدائمة واستقبال ابراهيم غالي زعيم البوليساريو في تونس من طرف قيس ووزير خارجيته السابق الجرندي والسماح للبوليساريو باستعمال المعارض في تونس للدعاية ضد المغرب وصولا إلى الجامعات التونسية التي باتت تحتضن البوليساريو كلها إشارات تبين أن الأمر يتعلق بمخطط ينهجه قيس سعيد بأوامر من النظام العسكري الجزائري الذي اخترق الجيش التونسي وقلب معادلة تونس التي كانت دولة تعتمد على الأمن اكثر من الجيش ،فالعسكريون التونسيون الذين لهم علاقة بالجزائر غيروا تونس ودفعوا الرئيس نحو الجزائر .
والنظام الجزائري بتوظيفه تونس قيس سعيد يريد تحويط المغرب في شمال إفريقيا والدليل أنه دفع بتونس نفسها نحو مبادرة تكثل بدون المغرب أعلن عنها الغنوشي إرضاء للجزائر وتبناها قيس سعيد رغم ان تونس هي التي تتولى الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي .
لكن أخطر مايحاك ضد تونس اليوم هو سيناريو اسود وضعته الجزائر وإيران ،ويقوم هذا السيناريو على خلق لبنان في شمال إفريقيا التي هي تونس ،فوجود شيعة تونسيين وعلى رأسه اخ الرئيس سعيد المدعو نوفل سعيد وعلاقته بسفارة إيران في تونس فتح المجال لإيران ،وتشير معلومات إلى أن أيران تريد استعمال تونس للانطلاق في غرب المتوسط والوصول إلى ليبيا والدخول عبر الأراضي الجزائرية نحو الساحل ،بل أن المخطط الإيراني يشمل نقل قيادات من حزب الله والحشد الشعبي العراقي إلى تونس ،لذلك من المتوقع أن تشهد تونس حربا بين قوى إقليمية سيجرها الوجود الإيراني إلى المنطقة والسيناريو اللبناني في تونس يخفف العزلة عن النظام العسكري الجزائري ويشتت الأنظار حول مايقوم به عسكر الجزائر في المنطقة .