الرباط – شدد محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، على أن المسار الديمقراطي في المغرب، الذي شهد إصلاحات كبيرة منذ التسعينيات، يواجه حاليًا تراجعًا بسبب غياب استمرارية الجهود الإصلاحية وعدم قدرتها على الحفاظ على الزخم.
واعتبر بنعبد الله أن هذا الأمر أدى إلى فقدان المؤسسات السياسية للمصداقية، ما أثر بدوره على ثقة المواطنين في المشهد السياسي.
وخلال كلمته في الجامعة السنوية لحزب التقدم والاشتراكية، التي أقيمت تحت شعار “السياسة أولا”، أوضح بنعبد الله أن انعدام الثقة هذا يظهر جليًا في تراجع المشاركة السياسية، خاصة بين فئة الشباب، مشيرًا إلى أن ذلك يشكل تهديدًا لاستمرار التجربة الديمقراطية.
وأضاف الأمين العام أن إحباط المواطنين من عدم تجاوب السياسة مع احتياجاتهم الأساسية أدى إلى تنامي العزوف السياسي، وهو ما فتح المجال أمام تصاعد الحركات الشعبوية واليمينية المتطرفة التي تسعى لتقويض المكتسبات الديمقراطية، مدعومة بتراجع أدوار القوى الوطنية الداعمة للديمقراطية.
وحث بنعبد الله الأحزاب السياسية على ضرورة تجاوز خلافاتها الثانوية والتوجه نحو التركيز على الملفات التي تهم المواطنين بشكل مباشر، كالنهوض بالوضع الاقتصادي وتعزيز العدالة الاجتماعية، مع ضرورة تنفيذ السياسات على أرض الواقع لتحقيق تأثير ملموس يُعيد ثقة المواطنين ويضمن استقرار البلاد على المدى الطويل.