دعا رئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب، الخطاط ينجا، أمس الثلاثاء، المستثمرين ورجال الأعمال البريطانيين إلى استكشاف فرص الاستثمار التي توفرها الجهة، التي تتموقع كقطب تجاري ولوجستي لا محيد عنه بالقارة الإفريقية.
وخلال ندوة تم عقدها بلندن، على هامش منتدى الطاقة النظيفة (إينوفايشن زيرو)، سلط الخطاط ينجا الضوء على الفرص القطاعية المرتبطة بالصيد والسياحة والصناعة ذات القيمة المضافة العالية والفلاحة، مؤكدا أنها تمهد الطريق أمام تعزيز التعاون المثمر بين المغرب والمملكة المتحدة.
وأشار المسؤول إلى أن قرار عدة دول بفتح قنصليات لها بالداخلة يتيح مواصلة تطوير الفرص أمام المستثمرين، خاصة وأن المغرب جعل من التنمية السوسيو-اقتصادية بإفريقيا أولوية، مذكرا في هذا السياق بالمبادرة التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لتشجيع ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي.
من جهته، قال سفير المغرب بالمملكة المتحدة، حكيم حجوي، إن جهة الداخلة وادي الذهب، بالإضافة إلى كونها أكبر جهة بالمغرب، تعد الأكثر ازدهارا من حيث التنمية البشرية، بفضل استقرار المغرب وتقدمه السريع.
وأضاف السفير أن المغرب يحتل موقعا استراتيجيا مميزا على المحيط الأطلسي، مع وجود أحد أكبر الموانئ الإفريقية مستقبلا، حيث سيربط الداخلة بالقارتين الأمريكيتين وأوروبا وإفريقيا، مستفيدا من العديد من اتفاقيات التجارة الحرة التي أبرمها المغرب.
وتابع حجوي أنه بالإضافة إلى إمكاناتها المهمة في الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر والفلاحة المستدامة، فإن الداخلة تعد أرضا خصبة للابتكار والتكنولوجيا، وهي في طور التحول إلى قطب تكنولوجي في المستقبل القريب.
من جانبه، توقف رئيس المنتدى، ليام فوكس، عند زيارته للداخلة سنة 2023، قائلا إنه “منبهر” بمميزات الجهة التي تتمتع بإمكانات “مذهلة” في مجال الطاقات المتجددة.
وأشار النائب البريطاني إلى أن الجهة تواصل تطورها لتتمكن من الاستفادة الكاملة من هذه الإمكانات، مستشهدا في هذا الصدد بمشروع ميناء الداخلة الأطلسي، الذي سيسمح، بالإضافة إلى الطاقات المتجددة، بتنمية صناعة الصيد البحري بالجهة وتعزيز مكانة المغرب كبوابة لولوج إفريقيا.
بدوره، أعرب النائب المحافظ أنطوني مانغنال، الذي زار الجهة عدة مرات، عن إعجابه بإنجازات المغرب التي قال إنها تحدث فرصا ثرية للاستثمار والتعاون.
وأضاف مانغنال، عضو لجنة الأعمال والتجارة بالبرلمان البريطاني، إن “تنمية العلاقات التجارية مع المغرب يجب أن تشكل أولوية بالنسبة للمملكة المتحدة”، مذكرا بأن “التجارة تكسر الحواجز، وتعزز الصداقات وبناء الشراكات وأن الوقت قد حان لتعزيز العلاقات أكثر بين البلدين”.
كما أشاد النائب بالتزام المغرب بالمناخ، والنمو الذي يشهده قطاع السياحة وتطوير فلاحته وصناعته، ما يضمن أن يضطلع ميناء الداخلة بدور استراتيجي أساسي في التبادل الدولي الحر.
وتميزت الندوة، التي تخللها عرض شهادات وقصص نجاح من الشركات البريطانية المستقرة بالجهة، بث رسالة مسجلة مسبقا لوزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، استعرض فيها المزايا التي يقدمها المغرب، بالإضافة إلى عرض فيلم مؤسساتي من المركز الجهوي للاستثمار بالداخلة وادي الذهب.
وفي إطار منتدى “إينوفايشن زيرو” (Innovation Zero) الذي تتواصل فعالياته إلى غاية فاتح ماي، تحتل جهة الداخلة وادي الذهب مكانة خاصة من خلال جناح تبلغ مساحته أكثر من 80 مترا مربعا، يسلط الضوء على الحلول التي تقترحها أقاليم جنوب المملكة.