وفيما كان المصلون يطوفون حول الكعبة في المسجد الحرام حوالى الساعة السادسة مساءً بالتوقيت المحليّ، ضربت صاعقة من البرق فندق فيرمونت مكة في برج الساعة الملكي الشهير، مضيئة سماء العاصمة المقدسة.
وأفاد المتحدث باسم المركز الوطني للأرصاد في السعودية حسين القحطاني وكالة فرانس برس أنّ سرعة الرياح تجاوزت 80 كلم/الساعة.
وأشار إلى أنّ هذه القوة مشابهة للعاصفة التي تسبّبت بسقوط رافعة في الحرم في 2015، في حادث أودى بحياة أكثر من مئة شخص وأصاب العشرات بجروح.
إلا أنّه لم ترد تقارير عن وقوع ضحايا نتيجة سوء الأحوال الجوية الثلاثاء.
وأفاد أبو ميادة وهو أحد سكان مكة فرانس برس أنه كان يشتري سجائر “حين تحوّل كل شيء للون الأسود أمامي” مع بداية العاصفة.
وتابع الرجل الخمسيني “فجأة فقدت السيطرة على السيارة. ولم أتمكن من رؤية أي شيء. بدأت استمع للقرآن على المذياع. ولم أفهم ما الذي حدث”.
وذكر المركز الوطني للأرصاد في السعودية على منصة “إكس” (تويتر سابقا) أنّ حي الكعكية السكني في جنوب مكة سجّل هطول 45 ملم من الأمطار في الساعة.
وأرسل عدد من سكان مكة إلى وكالة فرانس برس مقاطع فيديو التقطوها تظهر معتمرين خارج المسجد الحرام يحاولون التماسك وسط الرياح العاتية التي أطاحت بالحواجز البلاستيكية الملونة التي تطايرات فوق الأرضية الرخامية الممتلئة بمياه الأمطار.
وقال محمد، وهو أحد سكان المدينة كان يتسوق في متجر أثناء ذروة العاصفة، “المشهد كان مخيفا”.
وأضاف “كل شيء حدث خلال دقائق قليلة بعدما بدأ المطر بشكل جنوني”.
وقال يوسف وهو أحد سكان المدينة أيضا إنّ شهر غشت عادة ما يجلب رياحًا قوية لمكة، لكنّه أكّد أنّ عاصفة الثلاثاء “أسوأ” تجربة يتذكرها.
وأكد سكان أن الفيضانات تبددت إلى حد كبير بحلول صباح الأربعاء.
رغم ذلك قررت إمارة مكة المكرمة توخي مزيد من الحذر.
وقررت تحويل الدراسة من حضورية إلى إلكترونية الأربعاء “نظرًا للأحوال الجوية غير المستقرة وحرصًا على سلامة الجميع”، حسب ما نشرت على منصة “إكس” في ساعة متأخرة الثلاثاء.
وحذّر مركز الأرصاد الأربعاء من مزيد من العواصف المصحوبة بالأمطار والرياح والأمطار الأربعاء في إمارة مكة ومناطق غرب المملكة الخليجية.
وأكّد القحطاني أنّ موجة الطقس السيئ هذه “متسقة مع الجانب الفصليّ خصوصا في منطقة مكة المكرمة”.