بلغ تعداد المغاربة بالجارة الشمالية إسبانيا في ظرف 20 سنة الأخيرة، أي من سنة 2003 إلى السنة الجارية 2023، ما معدله 900 ألف، وذلك بارتفاع قياسي بلغ 136 في المائة.
المعطيات التي أفرج عنها مركز “فونداسيون ديسينسو” الإسباني تبين أن “عدد المغاربة بإسبانيا ارتفع بشكل كبير بعدما كان يبلغ سنة 2003 370 ألف نسمة، وهي “القوة الناعمة” التي تمتلكها الرباط في العديد من الدول الأوروبية الأخرى”.
وبحسب الدراسة عينها، التي جاءت في عشرين صفحة، فإن “جل هؤلاء المهاجرين المغاربة يدعمون سياسة بلدهم الخارجية، ولهم عقيدة متجذرة في الدفاع عن الصحراء المغربية والوحدة الترابية للمملكة، ما يجعلهم كلوبي في صالح الرباط”.
ويرى المصدر ذاته أن “الجالية المغربية هي الأولى بإسبانيا، متزعمة تعداد الأجانب بالبلد؛ فيما يأتي الرومانيون في المرتبة الثانية، ثم البريطانيون في المرتبة الثالثة، يليهم الكولومبيون”، مؤكدا أن “تزايد الجالية المغربية يجعلها في مرتبة مجتمعية مهمة ومؤثرة، خاصة بعد تحول الجارة الشمالية إلى بلد للاستقرار وليس للعبور إلى الدول الأوروبية الأخرى”.
وبخصوص توزيع المغاربة عبر الأقاليم الإسبانية المتمتعة بالحكم الذاتي وضعت الورقة الإحصائية كاتالونيا في المرتبة الأولى بعدد يفوق 200 ألف نسمة، ثم مناطق الأندلس بعدد يلامس 114 ألف نسمة، وبعدد يصل إلى 90 ألف نسمة بإقليم موريسيا؛ “علما أن عدد المغاربة بإقليم كاتالونيا مثلا لم يتعد 60 ألف نسمة سنة 2000، ما يظهر نموه بشكل كبير”.
ووقفت الدراسة سالفة الذكر عند عدد المغاربة بمدينة سبتة المحتلة، إذ وصل سنة 2023 إلى 31 ألف نسمة، وبالتالي تراجع مقارنة بسنة 2018، إذ بلغ 178 ألفا، ليتراجع سنة 2019 إلى 148 ألفا؛ “ما يظهر وجود تراجع مهول مقابل تزايد المقيمين الإسبان”.
ويعتبر المصدر عينه أن “المغرب يولي اهتماما كبيرا لجاليته بالخارج، خصوصا بإسبانيا، باعتباره شريكا إقليميا، إذ يهمه وجود جالية تخدم مصالحه الإستراتيجية”؛ وفي هذا الصدد رصد أن “غالبية الجالية المغربية بإسبانيا تلقى اهتماما من دولتها الأصلية، سواء من خلال الجمعيات الدينية أو الإنسانية، أو من خلال العمل القنصلي المتواصل”.