قال عبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج٬ إن إقامة وكالة ثقافية تهم جل المغاربة الموجودين في بقاع العالم سيكون له أثرا إيجابيا.
وأوضح بوصوف خلال لقاء دراسي للخبراء والباحثين، نظمه مركز ابن خلدون لدراسات الهجرة والمواطنة، من أجل مناقشة موضوع “الديناميات الهجروية في عالم اليوم: قضايا راهنة وآفاق بحثية” بإفران٬أخيرا٬ أن الآثار الإيجابية تتعدد حيث نجد من بينها انفتاح الثقافة المغربية و إمكانية تسويقها في الخارج ، زيادة على دعم وتحسين صورة المغرب الشيء الذي سيمكن الثقافة المغربية من الإنفتاح على ثقافات أخرى عالمية و جعل عناصرها قابلة للتسويق على الصعيد الخارجي .
وفي السياق نفسه٬ شدد بوصوف على أهمية دعم البحث العلمي في مجال العلوم الإجتماعية و الدور المهم الذي يلعبه هذا الأخير من أجل فهم ظاهرة الهجرة في شموليتها باعتبارها ظاهرة إنسانية مركبة تعرف تطورات متسارعة تقتضي من الباحثين مواكبة هذه التحولات السريعة .
وعرض الدكتور بوصوف في هذه الجلسة التي أدارها الدكتور الباحث مصطفى المرابط ، العديد من التحولات التي عرفها ملف الهجرة بشكل ملحوظ و متسارع في المغرب كونه بلدا مستقبلا و مصدرا و بلد عبور للهجرة وهو ما يطرح تعقيدات مختلفة الأبعاد .
وفي هذا الإطار نوه الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج بتضمين تقرير لجنة النموذج التنموي لمحور حول إسهامات الجالية المغربية بالخارج كرافعة للتنمية الوطنية باعتبارها جسر عبور نحو العالم عبر تواجدها في العديد من البلدان و مساهما في الإقتصاد الوطني بشكل مباشر عبر التحولات المالية بالإضافة إلى أهميتها في اقتصاد المعرفة باعتبارها خزانا للخبرة و الكفاءات في مجالات مختلفة .
وأضاف الدكتور عبد الله بوصوف على أن ازدواجية المعايير التي تتعامل معها الدول الغربية مع ظاهرة الهجرة تجعلها تشهر ورقة الإنسانية و حماية المهاجرين غير الشرعيين كورقة ضغط على دول الجنوب و تتغاضى عما يقع من مآسي إنسانية فوق التراب الأوروبي أو في البحر الأبيض المتوسط وفي الحدود الأوروبية الشرقية ، مضيفا أن العلوم الإجتماعية الإجتماعية مدعوة هي الأخرى لمواكبة و تتبع ظواهر الهجرة و الإنتباه إلى المضامين اللغوية التي تصدر انطلاقا من دوائر سياسية بعيدا عن كل ما هو إنساني و حقوقي .
قام بوصوف بتسليط الضوء على الخطوة التي قام بها المغرب بتوجيهات من صاحب الجلالة من خلال إطلاق السياسة الوطنية للهجرة و تسوية وضعية المهاجرين الأجانب باعتماد طرق إنسانية تضامنية محضة كمساهمة من المغرب في بعض القضايا العالميةباعتبارها مبادرة تفتح المجال أمام المتخصصين في العلوم الإجتماعية من أجل تتبع تأثير هذه الهجرة اجتماعيا و دينيا و ثقافيا على المجتمع المغربي من أجل مساعدة الفاعل المؤسساتي على تسهيل ظروف الاندماج خصوصا وأن المغرب يتوفر على خبرة تاريخية في تدبير التنوع الشيء الذي تعكسه الروافد المكونة للهوية المغربية في الدستور .
من جهته٬ أكد عالم الإجتماع حسن قرنفل على أهمية التخلص من جل العقد في تفسير و تحليل ظاهرة الهجرة سواء اتجاه أنفسنا أو اتجاه الغير، وأن الهجرة ظاهرة ثقافية تمكن من الإنفتاح و الإلتقاء و اكتساب خبرة و تجارب وأن الدول المتقدمة نفسها تعرف هجرات فيما بينها ولا ينظر إليها بنفس منظور الهجرات القادمة من الجنوب .
وقال قرنفل على إن الدول الأوروبية تتكلم عن الهجرة بكيفية مقنعة وليس عن الظاهرة في شموليتها و امتداداتها والمشاكل التي كانت هذه الدول مسؤولة عن جزء فيها وختم حديثه بمثال حاول تقريب فكرته من خلاله قائلا أن الحديث عن سياسة المدينة عوض الحديث عن فشل سياسات الإندماج و ما أفرزته من ظواهر سلبية.
يذكر أن هذا اللقاء عرف حضور نخبة من الباحثين في العلوم الإنسانية من مختلف الجامعات المغربية من أجل مناقشة موضوع الديناميات الهجروية.