Ads 160x600
Ads 160x600
الرئيسية / / آراء / سبور / بلفقير يكتب:وحيد وفوزي ومصطفى والآخرون

بلفقير يكتب:وحيد وفوزي ومصطفى والآخرون

كيوسك أنفو 31 يناير 2022 - 10:39 آراء سبور

سعيد بلفقير(*)

جاءت مباراة منتخبنا الوطني أو لنقل فريق الجامعة ونظيره المصري متزامنة مع وقت برنامج أنا منتجه٬ وكنا ثلاثة على متن سيارة القناة نطوي شوارع الدوحة طيا باتجاه الشحانية التي تبعد بحوالي خمسين كيلومترا.

كان معي زميلي عبر الرحيم مدير الأستوديو المغربي٬ وزميلنا المصري المخرج المبدع شريف خيري٬ وكان الحديث عن المباراة فقط وكل منا يشكو مدرب فريقه٬ وكان الوقت يزحف بنا نحو موقع البرنامج وفكرنا شارد يرسم السيناريوهات الممكنة هناك في الكاميرون٬ ولم يخرجني من حالة التسلل إلا صوت عبد الرحيم وهو يخبرني بالتشكيلة الرسمية لفريق وحيد٬ ألقيت نظرة على شاشة هاتفه ونظرت إلى شريف مخاطبا إياه: مبروك الفوز يا عمنا.. كما يحلو له أن يلقب الجميع.

تلقفها شريف كمجاملة مني فأراد أن يرد بأفضل منها٬ لكنني أكدت له الأمر وأنني فعلا كنت أعني ما أقول٬ لست كاهنا أو عرافا٬ لكن أن تبدأ مباراتك ضد منتخب مصري متراص يتطور مباراة بعد أخرى, بمنير الحدادي الذي لا يلعب إلا بالمنتخب الوطني, وبتشكيلة تختلف عن سابقتها, فهذا أمر هيأنا نفسيا للهزيمة لأن فريقنا يلعب بعشرة لاعبين فقط.

بدأنا العمل وكنت قد قررت أن لا أتابع المباراة, لكنني وجدت يدي تنتشل الهاتف لتراقب الوضع, ضربة جزاء أقرها الفار وحولها بوفال إلى هدف, ربما أكون مخطئا في حق الرجل الذي لم أكتب في حقه كلمة شكر أو امتنان منذ ابتلينا به.

ابتسمت بلؤم وتابعت العمل, غافلتني يدي ونقرت شاشة الهاتف فاستجابت, وقع محمد صلاح هدف التعادل, أجرى المنتخب المصري تغييراته وظل وحيد يعذبنا بمزاجه الكريه, وقبل دقيقتين من النهاية أجرى تغييرين لم يكن منير الحدادي أحدهما.

تمنيت لو وقع حدادي هدف الفوز والخلاص حتى ألوم نفسي وأعلن توبتي عن كل مواقفي السابقة, لا شيء من ذلك حصل, هدف ثان للمنتخب المصري ومائة وعشرون دقيقة من البؤس أبدع وحيد في هندستها انتهت, وساعة ونصف وهي عمر البرنامج الذي نشرف عليه معا (أنا وشريف) انتهت أيضا, تبادلنا التهاني والمواساة, وغادرنا محطة البث المتنقلة, هنأت زملاء آخرين في طريقي لوجبة “مكبوس” كانت بالانتظار, تأملت قطع اللحم الفاتنة تستلقي على بساط من الأرز الذهبي, قلت لنفسي تبا لك يا وحيد ولمن أتى بك, وبدأت مباراة أخرى خرجت منها فائزا.

لست ألوم المدرب فهو مجرد أجير يجني الملايين, لكن اللوم يقع على من سولت له نفسه التعاقد معه وهو المدرب الذي أعلن إفلاسه منذ زمن بعيد٬ اللوم على فوزي القجع الذي لم نفز معه إلا بالشان, وضعنا الكأس بمتحف الجامعة وفرقنا جموع اللاعبين المحليين حتى شان آخر.

اللوم على مصطفى حجي الذي لا يعلم دوره في المنتخب إلا الله, يحصد راتب خمسة وزراء مقابل أحضان وابتسامات يوزعها هنا وهناك, اللوم يقع على زملاء صحافيين اصطفوا خلف المتاريس ليقصفوا زملاء آخرين تجرؤوا على طرح الأسئلة, اللوم يقع على الجماهير التي صدقت رواية بإسناد هش متآكل جعلت وحيد مخلصا لأمة الكرة.

(*)اعلامي مغربي

شاركها LinkedIn