Ads 160x600
Ads 160x600
الرئيسية / / آراء / أخبار الصحراء المغربية / أخبار مغاربية / المغرب “يتآمر” مع البنك العالمي ضد الجزائر !

المغرب “يتآمر” مع البنك العالمي ضد الجزائر !

طالع السعود الأطلسي

لو أن المغرب تباهى، إعلاميا، بأنه يوجه تقارير البنك العالمي ضد الجزائر… عبر “نفوذه” القوي دخل البنك… لكان، إعلاميا وسياسيا، مادة للتندر وللتفكه وحتى للسخرية، غير أن وكالة الأنباء الجزائرية، “تخبر” العالم بأن للمغرب سطوة على أجهزة البنك العالمي، وبها يوجه تقاريره حول الجزائر التي تنبهها إلى تدهور أوضاعها الاقتصادية… بل وتكتب الوكالة بأن تلك التقارير ضمن “مؤامرة لضرب استقرار البلاد من خلال هذه التقارير السلبية والمضرة”… لكي تقرر نفس الوكالة بأن “هذه المؤسسة تكون قد فقدت كل ما تبقى لها من مصداقية، والسبب أنها أضحت تنتج تقارير مضللة تستجيب لأجندة تخدم لوبيات…”، ودليل الوكالة على هذا “الاكتشاف” المذهل لنفوذ المغرب، أن ذلك البنك العالمي، تنبأ بحدوث زلزال اقتصادي” وأشار إلى “الفقر في الجزائر في الوقت الذي تغاضى فيه عن وضعية الهشاشة المأساوية وحتى الخطيرة والمدمرة السائدة في بلد مجاور في الجهة الغربية”… وليس في غرب الجزائر غير المغرب… والأصح أنه الأقرب… في غرب الجزائر، أيضا، الولايات المتحدة الأمريكية… والراجح، أنها ليست المعنية في قصاصات الوكالة الجزائرية… لأن الوجود المغربي في غرب الجزائر، وفي كل اتجاهات سياسات نظامها، في وعي ولا وعي قيادتها العسكرية وملحقاتها السياسية والإعلامية… وجود بحجم ضخم وجاثم على مدى عمش بصر وغيظ بصيرة النظام الجزائري… نظام يرى، يتلمس يستشعر ويختلق الحضور المغربي ضد الجزائر… في حرائق غاباته، في تآكل عشب ملعب كرة القدم، في انفجار ألغام تحت عجلات شاحنات جزائرية، كان الجيش الجزائري قد وضعها في مناطق عازلة على حدوده مع المغرب… في تصريحات للرئيس الفرنسي، متبرمة من التلعثم السياسي للرئيس الجزائري “المفترض”… وهو اليوم وجود “نافذ” في مؤسسة مالية دولية وقد حولها (المغرب) إلى مجرد مؤسسة معادية وبالاختصاص للجزائر ولفائدة المغرب…. حسب زعم الوكالة الجزائرية.

أنا على يقين، ويقين اليقين، بأن محرر تلك القصاصة حول تقرير البنك العالمي الخاص بالجزائر، ورئيس التحرير والمدير اللذان أجاز القصاصة… كلهم ومن أوحى لهم باقتراف تلك الفرية… كلهم غير مصدقين لها… ولكن الحقد على المغرب وإدمان العداء له، يبيح الممنوعات في أخلاقيات الإعلام ومصداقياته…. وحتى يتيح اقتراف الباطل والفاقد للمعنى منطقيا… المؤسسات العالمية، المالية، الاقتصادية والسياسية تصيغ تقاريرها وتلفها في مفاهيم وقواعد ومناهج ودراسات اقتصادية وإحصائية، بما يجعلها لا تقول كل الحقائق عارية كما تعاش في الواقع، وفي الأرض. والواقع في الجزائر هو أفظع وأمر من تلك التقارير.

البنك العالمي في غير حاجة إلى “توجيه” المغرب… البنك العالمي يكفيه أن يصغي لصرخات المواطن الجزائري في مكابدات عيشه… المكابدات التي يعبر عنها حراك الشعب الجزائري لسنوات، للمطالبة بحقوقه السياسية والاجتماعية الأساس… وصرخات التوق للعيش الكريم المنبعثة من مناطق القبائل… ويكفي خبراء البنك العالمي أن يلحظوا، أن بلدا زاخرا بالطاقات الأحفورية يعاني مواطنوه، من تنامي أعداد (الحيطيين) من الشباب العاطل، البادية تجمعاته المستظلة بالحيطان في أحياء المدن… ولسنوات وإلى اليوم، يعاني المواطنون وحتى المقيمون في الجزائر من انقطاع يومي للكهرباء في بيوت العاصمة الجزائر… وفيها أيضا، انقطاع يومي في البيوت للتزود بالماء الصالح للشرب… إنها العاصمة، أما المدن والقرى الأخرى فلك أن تتصور حجم الخصاص والانقطاعات… وفي الجزائر اليوم كل الجزائر… طوابير أمام البقالات للحصول على القليل من الحليب والقليل من البطاطا والقليل من السكر والقليل من زيت المائدة… وفي بلد مصدر للغاز… يصعب على المواطن أن يحصل على قنينة غاز… عجبا.

الذي يوجه البنك العالمي، أيها السادة في الجزائر، هو الوضع الجزائري المتدهور والمؤلم للشعب الجزائري، الذي أنتجته القيادة العسكرية المغتنية بسطوتها على تدبير الشأن الجزائري.

لا المغرب ولا غيره… يملي على البنك العالمي تقاريره… تمليها عليه نتائج تدبير القيادة العسكرية الجزائرية للوضع الجزائري… تلك القيادة بسياساتها الكارثية هي الموجه والمحرر لمضامين تقرير البنك العالمي… وهي في هذه الحالة، كما في حالات فشلها الأخرى، تجعل من المغرب مشجبا تعلق عليه خيباتها، فشالاتها، صدماتها، كذباتها وأوهامها… لكن بلا جدوى، بلا فائدة. خبراء البنك العالمي يتوفرون اليوم على قصاصة وكالة الأنباء الجزائرية، والتي ولا شك هي مادة تفك لديهم… تمسح جهامة تعاملهم مع الوضع الاقتصادي الجزائري… أما مصداقية الوكالة فلا أتصور أن لها اعتبار لديهم… لا الأمس ولا اليوم.

السؤال الأهم، هو إلى أين سيقود النظام الجزائري هذا الاستفحال المرضي لهذيانه… وعصابه ضد المغرب.

شاركها LinkedIn